الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب مناقب أبي طلحة

          ░18▒ (بَابُ مَنَاقِبِ أَبِي طَلْحَةَ ☺): سقط لفظ: <باب> فقط لأبي ذرٍّ، وأبو طَلحة _بفتح الطَّاء المهملة_ كنيةُ زيد بن سهلِ بن الأسود بن حرام بن عَمرو بن زيد مناة بن عديِّ بن عَمرو بن / مالك بن النجَّار، الأنصاري الخزرجي النجَّاري، عَقَبي بدريٌّ نقيبٌ، وأمُّه: عبادة بنت مالك بن عَدي بن زيد مناة بن عديٍّ، يجتمعَان في زيد مناة، وهو مشهورٌ بكنيتِه، وكان زوج أمِّ سليم بنت ملحان أمِّ أنس بن مالكٍ، وروينا عن ثابتٍ عن أنسٍ ممَّا ذكره في ((أُسد الغابة)) أنَّه لمَّا خطب أم سليم قالَت له: يا أبا طلحةَ؛ ما مثلك يُردُّ، لكنَّك امرؤٌ كافرٌ وأنا امرأةٌ مسلمةٌ، ولا يحلُّ لي أن أتزوَّجك، فإن تسلِم فذاك مهري لا أسلك غيره، فأسلم فكان ذلك مهرها، قال ثابتٌ: فما سمعتُ بامرأةٍ كانت أكرم مهراً من أمِّ سليم.
          توفِّي أبو طلحة سنةَ اثنين وثلاثين أو أربعٍ وثلاثين، وقال المدينيُّ: سنة إحدى وخمسين بالمدينة، وصلَّى عليه عثمان بن عفَّان، وقال أبو زرعةَ الدِّمشقيُّ: مات بالشِّام، وقيل: إنَّه كان لا يكاد يصوم في عهد النبيِّ صلعم من أجل الغزو، فلمَّا توفِّي النبي صلعم صام أربعين سنةً لم يفطر إلَّا أيَّام العيد، وهو يؤيِّدُ قول مَن قال: إنَّه توفِّي سنة إحدى وخمسين.