الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب قصة أبي طالب

          ░40▒ (بَابٌ: قِصَّةُ أَبِي طَالِبٍ): هو عمُّ رسولِ الله صلعم، شقيقُ عبدِ الله والدِ رسول الله، ولذلك أوصَى به عبد المطَّلبِ عند موتهِ إليه فكفِلُهُ إلى أن كبرَ، واستمرَّ أبو طالبٍ على كفرهِ بعدَ البعثةِ حتَّى ماتَ قبلَ الهجرةِ ولرسولِ الله صلعم خمسُون سنةً إلَّا ثلاثة أشهرٍ وأيَّاماً.
          قال في ((الفتح)): واسمُه عندَ الجميعِ: عبد منافٍ، قال: وشذَّ مَن قال: عمران، بل هو قولٌ باطلٌ نقلَه ابنُ تيميَّةَ في كتابِ ((الرَّدِّ على الرَّافضيِّ)) أنَّ بعضَ الرَّوافض زعمَ أنَّ قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ} [آل عمران:33] هُم آل أبي طالبٍ، وأنَّ اسمَ أبي طالبٍ عمران واشتهرَ بكنيتهِ، ولم يُسلمْ قبيلَ مَوتِه على الصَّحيحِ، كما يدلُّ له حديثُ البابِ، وكانَ يذبُّ عن رسولِ الله صلعم وهو مقيمٌ على دِينِ قومهِ، ومِن شِعرهِ في ذلك قوله:
وَاللهِ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ بِجَمْعِهِمْ                     حَتَّى أُوَسَّدَ فِيْ التُّرَابِ دَفِيْنَا
          وقوله:
كَذَبْتُمْ وَبَيْتَ اللهِ نَبْزِي مُحَمَّداً                     وَلَمَّا نُقَاتِلْ حَوْلَهُ وَنُنَاضِلِ
          وقد تقدَّمَ شيءٌ من هذِهِ القصيدَةِ في بابِ الاستسقَاءِ.