الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب إسلام سعد

          ░31▒ (بَابُ إِسْلَامِ سَعْدِ): بسكون العين، وقوله: (ابْنِ أَبِي وَقَّاصٍ): سقط لغير أبي ذرٍّ (☺): واسم أبي وقَّاص: مالكٌ؛ أي: ابن أهيب بن عبد منافِ بن زهرة الزُّهري. وتقدَّم الكلام على سعدٍ في مناقبه.
          تنبيهٌ: حقُّ هذا الباب _كسابقه_ أن يُذكَرا فيما مرَّ مِن باب المبعث أو عقبه، لكن وجه ذكرهما كما في ((الفتح)): بأنَّه وقعَ في حديث عَمرو بن العاصي الَّذي قبل الأوَّل: أنَّ أبا بكرٍ قام بنصر النبيِّ صلعم، وتلا آية: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ}، فدلَّ ذلك على تقدُّم إسلامهِ بحيثُ إنَّ عمَّاراً مع تقدُّم إسلامه لم يرَ مع النَّبيِّ غير أبي بكرٍ؛ أي: من الرِّجال الأحرار، والباب الثَّاني مناسبٌ لِما قبله مِن حيثُ إنَّ كلًّا منهما يقتضي سبق مَن ذُكِر فيه إلى الإسلام، قال: لكنَّه محمولٌ على ما اطَّلع عليه، وإلَّا فقد أسلمَ قبله بلالٌ وسعدٌ وخديجةُ وزيد بن حارثة وعليُّ بن أبي طالبٍ وغيرهم، فتأمَّله.