الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب موت النجاشي

          ░38▒ (بَابٌ: مَوْتُ النَّجَاشِيِّ) سقطَ لفظ: <باب> وحدَه لأبي ذرٍّ، و((النَّجاشي)) بفتح النُّون _وحكى ابنُ دحيةَ: كسرَها_ وبتخفيفِ الجيمِ وكسر الشِّينِ المعجمةِ وبالياء السَّاكنة؛ لأنَّها ليستْ للنَّسبِ، وهذا مرادُ ابن التِّين بكونِ الياء أصليَّة، وقيل: هي للنَّسبِ، فتكون مُشدَّدةً.
          وتقدَّم بيانُ اسمهِ واسمِ أبيهِ في الجنائزِ مع الكلامِ عليه مبسُوطاً، ويأتي في هذا البابِ أيضاً اسمه، وذكرُ مَوته هنا استطراداً لكون المسلِمينَ هاجرُوا إليه، وكانت وفاتُه بعدَ الهجرةِ سنةَ تسعٍ على قولِ الأكثرِ، وقيل: سنةَ ثمانٍ قبل فتحِ مكَّةَ، وبه صرَّحَ البيهقيُّ في ((الدَّلائل))، وهو أشبَهُ، واستشكلَ عدمُ ترجمتِهِ بإسلامِهِ مع أنَّ هذا موضعه، وأُجيبَ: بأنَّه لم يثبتْ عنده القصَّة الواردة في صفةِ إسلامِهِ، بل ثبتَ عنده الحديثُ الدَّالُّ على الصَّلاة عليه وعلى موتِهِ على الإسلامِ، فلذلك ترجمَ بموتِهِ، أو ذكره استطرَاداً كما مرَّ آنفاً، وليسَ له صُحبةٌ؛ لعدمِ وجودِ شرطها.