الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب تزويج النبي عائشة وقدومها المدينة وبناؤه بها

          ░44▒ (باب تَزْوِيجُ): أي: تزوُّج، ووقعَ في نسخةٍ كذلك، وسقطَ لفظ: <باب> وحدَه لأبي ذرٍّ.
          (النَّبِيِّ صلعم عَائِشَةَ ♦، وَقُدُومُهَا الْمَدِينَةَ): أي: النَّبويَّة، بهجرَتها من مكَّة إليها معَ أمِّها أمِّ رومان، وأختها أسماء بعدَ هجرةِ النَّبيِّ صلعم وأبيها، والمصدَرانِ مضَافانِ إلى الفاعلِ معَ ذكرِ المفعولِ كقوله: (وَبِنَاؤُهُ): أي: النَّبي ◙ (بِهَا): أي: ودخوله على عائشةَ، وكانَ ذلكَ في المدينةِ في شوَّال من السَّنَة الأولى، وقيل: من الثَّانية، وكان عمرُها تسعَ سنين، وجوَّزَ الكرمانيُّ في ((تزويج)) أن يكون من إضافَةِ المصدرِ إلى مفعولِهِ الأوَّلِ، فتأمَّل.
          واعتُرِضَ على البُخاريِّ قوله: ((وبناؤه بها)) لما قاله الجوهريُّ في ((صِحاحهِ)): العامَّة تقولُ: بنى بأهلِهِ، وهو خطأٌ، وإنَّما يقال: بنَى على أهلهِ، والأصلُ فيه أنَّ الدَّاخل على أهله يُضرَب عليه قُبَّةٌ ليلةَ الدُّخول، ثم قيل لكلِّ داخلٍ بأهله: بانٍ، انتهى.
          قال في ((الفتح)): لا معنَى لهذا التَّغليط؛ لكثرةِ استعمَالِ الفُصَحاءِ له، وحسبُك بقولِ عائشةَ: ((بنى بي))، وبقولِ عروةَ في آخرِ الحديثِ الثَّالث: ((وبنَى بهَا)).