الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب مناقب سعد بن معاذ

          ░12▒ (باب مَنَاقِبُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ☺) سقطَ: <باب> لأبي ذرٍّ، و((سعد)) بسكون العين المهملة، و((معاذ)) بضمِّ الميم فعينٌ مهملة فألف فذال معجمة؛ أي: ابن النُّعمان بن امرئ القيس بن عبدِ الأشهل الأوسي، وسعدٌ هذا كبيرُ الأوس، كما أنَّ سعدَ بنَ عبادة كبيرُ الخزرجِ، وإيَّاهما أراد الشَّاعر بقوله:
فَإِنْ يُسْلِمْ السَّعْدَانِ يُصْبِحْ مُحَمَّدٌ                     بِمَكَّةَ لَا يَخْشَى خِلَافَ الْمُخَالِفِ
          قال الكرمانيُّ: سمَّاه رسولُ الله سيِّد الأنصار، وقال النوويُّ في ((التَّهذيب)): هو أبو عَمرٍو سعد بن معاذِ بن النُّعمان بن امرئ القيس بن زيدِ بن عبد الأشهل بن حكيم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاريُّ الأوسيُّ الأشهليُّ المدنيُّ، سيِّدُ الأوس، وأمُّه كبشة بنت رافعٍ، أسلمَتْ ولها صحبةٌ، وأسلم سعدٌ على يدِ مُصعَب بن عميرٍ حين بعثه رسولُ الله صلعم قبله مهاجراً إلى المدينة يعلِّم المسلمين أمورَ دِينهم، فلمَّا أسلم سعدٌ قال لبني عبد الأشهلِ: كلام رجالكم ونسائكم عليَّ حرامٌ حتى تُسلِموا، فأسلمُوا فكان مِن أعظمِ النَّاس بركةً في الإسلام ومِن أنفعهم لقومه، وشهد بدراً وأُحداً والخندق وبني قريظةَ، ونزلوا على حكمه فحكم فيهم بقتل الرِّجال وسبي الذُّرِّيَّة، ويأتي الكلام في ذلك ومات شهيداً بعد الخندقِ بشهرٍ من سهمٍ رماه به في أكحلِه حبَّان بن العرقة.