الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}

          ░10▒ (بَابُ قَوْلِ اللَّهِ ╡: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر:9]): كذا في بعض النُّسخ، وفي نسخةٍ وعزاها في الفرع وأصله لأبي ذرٍّ: <باب قول الله: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ}> كذا في القسطلانيِّ، وقال قبلَه: ((باب)) بالتَّنوين، وسقط لفظ <باب> لأبي ذرٍّ، و<{يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ}> ولعلَّ أبا ذرٍّ له روايتانِ، وسيأتي تفسير الآية آخرَ الباب، وضمير {يُؤْثِرُونَ} و{بِهِمْ} للأنصارِ.
          قال في ((الفتح)): وهذا مصيرٌ من المصنِّف إلى أنَّ الآية نزلت في الأنصارِ وهو ظاهرُ سياقِهَا، وقال في آخرِ الباب: هذا هو الأصحُّ في سببِ نزولِ هذه الآية، قال: وعند ابن مردوية من طريق محاربِ بن زيادٍ: أُهدِي لرجلٍ رأس شاةٍ فقال: إنَّ أخي وعيالَهُ أحوجُ منَّا إلى هذا، فبعث به إليهِ، فلم يزلْ يبعثُ واحدٌ إلى آخرَ حتَّى رجعَت إلى الأوَّل بعد سبعةٍ، فنزلت، وقيل: إنَّها نزلت بسبب ذلك كلِّه. انتهى.
          قال: وحديث البابِ ظاهرٌ في أنَّها نزلَتْ في قصَّة الأنصار، فيطابق التَّرجمة، وقيلَ: إنَّها نزلت في قصَّةٍ أخرى، ويُمكِن الجمع. انتهى.
          أي: بأن يكون سببُ نزولها الأمرَين، فافهم.