إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إن أباك والله خير من أبي

          3915- وبه قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بِشْرٍ) بكسر المُوحَّدة وسكون المُعجَمة، أبو زكريَّا البلخيُّ قال: (حَدَّثَنَا رَوْحٌ) بفتح الرَّاء، ابن عُبادة _بضمِّ العين_ قال: (حَدَّثَنَا عَوْفٌ) بفتح العين، الأعرابيُّ (عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ) _بضمِّ القاف وفتح الرَّاء المُشدَّدة_ أنَّه (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد (أَبُو بُرْدَةَ)‼ _بضمِّ الموحَّدة وسكون الرَّاء_ عامرُ (بْنُ أَبِي مُوسَى) عبدُ الله (الأَشْعَرِيُّ قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ) بن الخطَّاب ☻ : (هَلْ تَدْرِي مَا قَالَ أَبِي) عمر (لأَبِيكَ) أبي موسى؟ (قَالَ: قُلْتُ: لَا) أدري (قَالَ: فَإِنَّ أَبِي قَالَ لأَبِيكَ: يَا أَبَا مُوسَى هَلْ يَسُرُّكَ إِسْلَامُنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلعم وَهِجْرَتُنَا مَعَهُ، وَجِهَادُنَا مَعَهُ، وَعَمَلُنَا كُلُّهُ مَعَهُ بَرَدَ) بفتح المُوحَّدة والرَّاء والدَّال المُهمَلة؛ ثَبَتَ وسَلِمَ (لَنَا، وَأَنَّ كُلَّ عَمَلٍ عَمِلْنَاهُ) بفتح الميم في الأوَّل وكسرها في الثَّاني (بَعْدَهُ نَجَوْنَا مِنْهُ) بالجيم وسكون الواو (كَفَافًا رَأْسًا بِرَأْسٍ؟) قاله عمر ☺ هضمًا لنفسه، أو لِمَا رأى أنَّ الإنسان لا يخلو عن تقصيرٍ في كلِّ(1) خيرٍ يعمله (فَقَالَ) ولأبي ذرٍّ ”قال“ (أَبِي) الصَّواب ما في رواية النَّسفيِّ: ”فقال أبوك“ لأنَّ ابن عمر يخاطب أبا بردة، ويُعْلِمه أنَّ أباه أبا موسى قال: (لَا وَاللهِ قَدْ جَاهَدْنَا بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلعم ، وَصَلَّيْنَا وَصُمْنَا وَعَمِلْنَا خَيْرًا كَثِيرًا، وَأَسْلَمَ عَلَى أَيْدِينَا بَشَرٌ كَثِيرٌ) بالمُثلَّثة (وَإِنَّا لَنَرْجُو ذَلِكَ، فَقَالَ أَبِي) عمرُ: (لَكِنِّي أَنَا _وَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ_ لَوَدِدْتُ أَنَّ ذَلِكَ بَرَدَ) بفتحاتٍ: سَلِمَ (لَنَا، وَأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ عَمِلْنَاهُ) سقط ضمير النَّصب(2) لأبي ذرٍّ (بَعْدُ نَجَوْنَا مِنْهُ كَفَافًا رَأْسًا بِرَأْسٍ) قال أبو بردة: (فَقُلْتُ) لابن عمر: (إِنَّ أَبَاكَ) عُمَرَ (_وَاللهِ_ خَيْرٌ مِنْ أَبِي) أبي موسى؛ لأنَّ مقام الخوف أفضل من مقام الرَّجاء.


[1] «كلِّ»: ليس في (م).
[2] في (ص) و(م): «المنصوب».