إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب قول النبي: لولا الهجرة لكنت من الأنصار

          ░2▒ (باب قَوْلِ النَّبِيِّ صلعم : لَوْلَا الهِجْرَةُ) أمرٌ دينيٌّ وعبادةٌ مأمورٌ بها (لَكُنْتُ مِنَ الأَنْصَارِ) ولأبي ذرٍّ: ”لكنت امرأً من الأنصار“ أي: لانتسبت إلى داركم المدينة، أو لتسمَّيت باسمكم وانتسبت إليكم كما كانوا يتناسبون بالحلف، لكنَّ خصوصيَّة الهجرة سبقت، فمنعت من ذلك، وهي أعلى وأشرف‼ فلا تتبدَّل بغيرها، وقيل غير ذلك، ومراده بذلك: تألُّفهم واستطابةُ نفوسهم، والثَّناء عليهم في دينهم حتَّى رضي أن يكون واحدًا منهم لولا ما يمنعه من الهجرة التي لا يجوز تبديلها (قَالَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ) أي: ابن عاصم بن كعبٍ الأنصاريُّ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) فيما وصله المؤلِّف في «غزوة الطَّائف» [خ¦4330] من «المغازي» بطوله.