إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إني أريت دار هجرتكم ذات نخل بين لابتين

          3905- 3906- وبه قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى ابْنُ بُكَيْرٍ) هو يحيى(1) بن عبد الله بن بُكيرٍ المخزوميُّ، ونسبه لجدِّه (قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ) بن سعدٍ الإمام (عَنْ عُقَيْلٍ) بضمِّ العين، ابن خالدٍ، أنَّه قال: (قَالَ ابْنُ شِهَابٍ) محمَّد بن مسلمٍ الزُّهريُّ: (فَأَخْبَرَنِي) بالتَّوحيد (عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ) ☺ (أَنَّ عَائِشَةَ ♦ زَوْجَ النَّبِيِّ صلعم ) أنَّها(2) (قَالَتْ: لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ) بكسر القاف وتشديد ياء «أبويَّ» أي: أبا بكرٍ وأمَّ رومان (قَطُّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ) بكسر الدَّال، أي: دين الإسلام (وَلَمْ(3) يَمُرَّ عَلَيْنَا يَوْمٌ إِلَّا يَأْتِينَا فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلعم طَرَفَي النَّهَارِ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً، فَلَمَّا ابْتُلِيَ المُسْلِمُونَ) بأذى الكفَّار من قريشٍ بحصرهم بني هاشمٍ والمطَّلب في شِعب أبي طالبٍ، وأذن صلعم لأصحابه في الهجرة إلى الحبشة (خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ) ☺ حال كونه (مُهَاجِرًا نَحْو أَرْضِ الحَبَشَةِ) ليلحق مَنْ سبقه من المسلمين ممَّن هاجر إليها (حَتَّى بَلَغَ) ولأبي ذرٍّ ”حتَّى إذا بلغ“ (بَرْكَ الغِمَادِ) بفتح المُوحَّدة وسكون الرَّاء بعدها كافٌ، و«الغِمَاد» بكسر الغين المُعجَمة وتخفيف الميم وبعد الألف دالٌ مُهمَلةٌ، موضعٌ على خمس ليالٍ(4) من مكَّة إلى جهة اليمن، ولأبي ذرٍّ ”بِرك“ بكسر المُوحَّدة (لَقِيَهُ ابْنُ الدَّغِنَةِ) بفتح الدَّال المُهمَلة وكسر الغين المُعجَمة وتخفيف النُّون، وقال الأَصيليُّ: قرأه لنا المروزيُّ بفتح الغين، ولأبي ذرٍّ في «اليونينيَّة»: بضمِّ الدَّال، وله أيضًا فيها: ”ابن الدُّغُنَّة“(5) بضمِّ الدَّال والغين وتشديد النُّون، ونُسِبت هذه لكن(6) بزيادة أداة التَّعريف لأهل اللُّغة، والأُولى للرُّواة وهو اسم أمِّه، واسمه الحارث بن يزيد كما عند البلاذُريِّ من طريق الواقديِّ عن مَعْمَرٍ عن الزُّهريِّ، وليس هو ربيعة بن رُفَيعٍ، وَوَهِم الكِرمانيُّ، قاله الحافظ ابن حجرٍ ☼ (وَهْو سَيِّدُ القَارَةِ)‼ بالقاف وتخفيف الرَّاء: قبيلةٌ مشهورةٌ من بني الهُون _بالضَّمِّ والتَّخفيف_ ابن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر (فَقَالَ) له: (أَيْنَ تُرِيدُ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ فَقَالَ) له (أَبُو بَكْرٍ: أَخْرَجَنِي قَوْمِي) أي: تسبَّبوا في إخراجي قريشٌ (فَأُرِيدُ أَنْ أَسِيحَ فِي الأَرْضِ وَأَعْبُدَ رَبِّي) بهمزةٍ مفتوحةٍ فسينٍ مكسورةٍ وحاءٍ مُهمَلتين بينهما تحتيَّةٌ ساكنةٌ، ولم يَذكر له وجه مقصده لأنَّه كان كافرًا فـ (قَالَ) له (ابْنُ الدَّغِنَةِ: فَإِنَّ(7) مِثْلَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ لَا يَخْرُجُ) بفتح أوَّله وضمِّ ثالثه، من الخروج (وَلَا يُخْرَجُ) بضمٍّ ثمَّ فتحٍ، من الإخراج (إِنَّكَ) وللمُستملي والكُشْميهَنيِّ ”أنت“ (تَكْسِبُ المَعْدُومَ) بفتح تاء «تَكسب» أي: تعطي النَّاس ما لا يجدونه عند غيرك، ولأبي ذرٍّ عن الكُشْميهَنيِّ ”المُعْدِم“ بضمِّ الميم وكسر الدَّال من غير واوٍ (وَتَصِلُ الرَّحِمَ) أي: القرابة (وَتَحْمِلُ الكَلَّ) بفتح الكاف وتشديد اللَّام، الذي لا يستقلُّ بأمره، أو الثِّقل (وَتَقْرِي الضَّيْفَ) بفتح الفوقيَّة من الثَّلاثيِّ(8) (وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ) أي: حوادثه، فوَصَفَهُ بمثل ما وصفتْ خديجة ♦ به النَّبيَّ صلعم ، وهو يدلُّ على اشتهار أبي بكرٍ ☺ بالصِّفات البالغة أنواع الكمال (فَأَنَا لَكَ جَارٌ) أي: مجيرٌ أمنع من يؤذيك (ارْجِعْ) ولأبي ذرٍّ ”فارجع“ (وَاعْبُدْ رَبَّكَ بِبَلَدِكَ) مكَّة (فَرَجَعَ) أبو بكرٍ ☺ (وَارْتَحَلَ مَعَهُ ابْنُ الدَّغِنَةِ) إلى مكَّة (فَطَافَ ابْنُ الدَّغِنَةِ عَشِيَّةً فِي أَشْرَافِ قُرَيْشٍ، فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لَا يَخْرُجُ مِثْلُهُ) من وطنه باختياره على نيَّة الإقامة مع ما فيه من النَّفع المتعدِّي لأهل بلده (وَلَا يُخْرَجُ) بضمِّ أوَّله وفتح ثالثه، لا يُخرِجه أحدٌ بغير اختياره لما ذُكِر (أَتُخْرِجُونَ رَجُلًا) استفهامٌ إنكاريٌّ (يَكْسِبُ المَعْدُومَ) وللكُشْمِيهَنِيِّ ”المُعدِم“ (وَيَصِلُ الرَّحِمَ، وَيَحْمِلُ الكَلَّ، وَيَقْرِي الضَّيْفَ، وَيُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ؟! فَلَمْ تُكَذِّبْ قُرَيْشٌ بِجِوَارِ ابْنِ الدَّغِنَةِ) بكسر الجيم / أي: لم تردَّ عليه قوله في جوار أبي بكرٍ ☺ ، فأطلق التَّكذيب وأراد لازمه؛ لأنَّ كلَّ من كذَّبك فقد ردَّ قولك (وَقَالُوا لاِبْنِ الدَّغِنَةِ: مُرْ أَبَا بَكْرٍ فَلْيَعْبُدْ) عطفٌ على محذوفٍ تقديره: مُرْ أبا بكر لا يتعرَّض إلى شيءٍ، وليُبعِد من جاء له، فليعبد (رَبَّهُ فِي دَارِهِ، فَلْيُصَلِّ فِيهَا وَلْيَقْرَأْ مَا شَاءَ، وَلَا يُؤْذِينَا بِذَلِكَ) الذي يقرؤه ويتعبَّد به (وَلَا يَسْتَعْلِنْ بِهِ) بل يخفيه (فَإِنَّا نَخْشَى أَنْ يَفْتِنَ) _بكسر التَّاء_ بذلك (نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا، فَقَالَ ذَلِكَ) القول الذي قالوه (ابْنُ الدَّغِنَةِ لأَبِي بَكْرٍ، فَلَبِثَ أَبُو بَكْرٍ بِذَلِكَ) أي: مكث على ما شرطوا عليه (يَعْبُدُ رَبَّهُ فِي دَارِهِ، وَلَا يَسْتَعْلِنُ بِصَلَاتِهِ، وَلَا يَقْرَأُ فِي غَيْرِ دَارِهِ) قال الحافظ ابن حجرٍ ☼ : ولم يقع لي قدر زمان المدَّة التي أقام فيها أبو بكرٍ ☺ على ذلك (ثُمَّ بَدَا لأَبِي بَكْرٍ) ☺ ، أي: ظهر له رأي غير الرَّأي الأوَّل (فَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ) بكسر الفاء والمدِّ، أي: أمامها‼ (وَكَانَ يُصَلِّي فِيهِ وَيَقْرَأُ القُرْآنَ) كلَّه أو بعضه (فَيَنْقَذِفُ) بتحتيَّة مفتوحةٍ فنونٍ ساكنةٍ فقافٍ مفتوحةٍ فذالٍ مُعجَمةٍ مكسورةٍ بعدها فاءٌ، كذا للمروزيِّ والمُستملي، وعند غيرهما من شيوخ أبي ذرٍّ ”فيتقذَّف“ بالتَّاء الفوقيَّة بدل النُّون وتشديد المُعجَمة المفتوحة، بوزن «يَتَفَعَّل» أي: يتدافعون على أبي بكرٍ ☺ ، فيقذف بعضهم بعضًا فيتساقطون عليه، ويُروَى: ”فيتقصَّف“ بالصَّاد المُهملة، أي: يزدحمون عليه حتَّى يسقط بعضهم على بعضٍ فيكاد ينكسر، قال الخطَّابيُّ: وهو المحفوظ، وللكُشْمِيهَنِيِّ _كما في «الفتح» وعزاها في «اليونينيَّة» للجرجانيِّ_: ”فينْقَصِف“ بنون ساكنةٍ بدل الفوقيَّة وكسر الصَّاد، أي: يسقط (عَلَيْهِ نِسَاءُ المُشْرِكِينَ وَأَبْنَاؤُهُمْ، وَهُمْ يَعْجَبُونَ مِنْهُ، وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَجُلًا بَكَّاءً) بتشديد الكاف كثير البكاء ╩ (لَا يَمْلِكُ عَيْنَيْهِ) من رقَّة قلبه (إِذَا قَرَأَ القُرْآنَ) «إذا» ظرفيَّةٌ والعامل فيه: «لا يملك»، أو شرطيَّةٌ والجزاء مُقدَّرٌ، أي: إذا قرأ القرآن لا يملك عينيه (فَأَفْزَعَ ذَلِكَ) أي: أخاف ما فعله(9) أبو بكرٍ من صلاته وقراءته (أَشْرَافَ قُرَيْشٍ مِنَ المُشْرِكِينَ) على نسائهم وأبنائهم أن يميلوا إلى الإسلام؛ لِمَا يعلمون من رقَّة قلوبهم (فَأَرْسَلُوا إِلَى ابْنِ الدَّغِنَةِ، فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ) أي: على أشراف قريش من المشركين، ولأبي ذرٍّ عن الكُشْميهَنيِّ ”فقدم عليه“ أي: على أبي بكرٍ ☺ (فَقَالُوا) أي: كفَّار قريشٍ: (إِنَّا كُنَّا أَجَرْنَا) بهمزةٍ مقصورةٍ فجيمٍ فراءٍ مُهمَلةٍ (أَبَا بَكْرٍ بِجِوَارِكَ) أي: بسبب جوارك، وللقابسيِّ ”أجَزْنا“ بالزَّاي، أي: أبحنا، قال في «الفتح»: والأوَّل أوجه (عَلَى أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ فِي دَارِهِ، فَقَدْ جَاوَزَ ذَلِكَ، فَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ، فَأَعْلَنَ بِالصَّلَاةِ(10) وَالقِرَاءَةِ فِيهِ، وَإِنَّا قَدْ خَشِينَا أَنْ يَفْتِنَ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا) بفتح التَّحتيَّة وكسر الفوقيَّة، ونصب التَّالي على المفعوليَّة، ولغير أبي ذرٍّ ”يُفتَن“ بضمِّ أوَّله وفتح ثالثه مبنيًّا للمفعول، فالتَّالي رَفْعٌ (فَانْهَهُ) _بهمزة وصل_ عن ذلك (فَإِنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ فِي دَارِهِ فَعَلَ، وَإِنْ أَبَى) امتنع (إِلَّا أَنْ يُعْلِنَ بِذَلِكَ؛ فَسَلْهُ) بفتح السِّين وسكون اللَّام من غير همزٍ (أَنْ يَرُدَّ إِلَيْكَ ذِمَّتَكَ) أي: أمانَك له (فَإِنَّا قَدْ كَرِهْنَا أَنْ نُخْفِرَكَ) بضمِّ النُون وسكون الخاء المُعجَمة وكسر الفاء، رباعيٌّ من الإخفار، أي: ننقض عهدك (وَلَسْنَا مُقِرِّينَ) ولأبي ذرٍّ ”بمقرِّين“ (لأَبِي بَكْرٍ الاِسْتِعْلَانَ) خوفًا على نسائنا وأبنائنا.
          (قَالَتْ عَائِشَةُ) ♦ بالسَّند السَّابق: (فَأَتَى ابْنُ الدَّغِنَةِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ) ☺ (فَقَالَ) له: (قَدْ عَلِمْتَ الَّذِي عَاقَدْتُ لَكَ عَلَيْهِ) بتاء المتكلِّم (فَإِمَّا أَنْ تَقْتَصِرَ عَلَى ذَلِكَ) الذي عاقدت لك عليه (وَإِمَّا أَنْ تَرْجِعَ إِلَيَّ) بتشديد الياء (ذِمَّتِي)‼ عهدي (فَإِنِّي لَا أُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَ العَرَبُ أَنِّي أُخْفِرْتُ) بضمِّ أوَّله وكسر ثالثه (فِي رَجُلٍ عَقَدْتُ لَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَإِنِّي أَرُدُّ إِلَيْكَ جِوَارَكَ، وَأَرْضَى بِجِوَارِ اللهِ ╡) أي: بحمايته (وَالنَّبِيُّ صلعم يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ) جملةٌ حاليَّةٌ (فَقَالَ النَّبِيُّ صلعم لِلْمُسْلِمِينَ: إِنِّي أُرِيتُ) بضمِّ الهمزة مبنيًّا للمفعول (دَارَ هِجْرَتِكُمْ ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لَابَتَيْنِ) تثنية لابَةٍ، بتخفيف الموحَّدة، قال الزُّهريُّ: (وَهُمَا الحَرَّتَانِ) بالحاء المُهمَلة وتشديد الرَّاء، حجارةٌ سودٌ (فَهَاجَرَ مَنْ هَاجَرَ قِبَلَ المَدِينَةِ) / بكسر القاف وفتح المُوحَّدة، أي: جهتها (وَرَجَعَ عَامَّةُ مَنْ كَانَ هَاجَرَ بِأَرْضِ الحَبَشَةِ إِلَى المَدِينَةِ) لمَّا سمعوا استيطان المسلمين بها (وَتَجَهَّزَ أَبُو بَكْرٍ) ☺ (قِبَلَ المَدِينَةِ) أي: يريد جهة المدينة (فَقَالَ لَهُ(11) رَسُولُ اللهِ صلعم : عَلَى رِسْلِكَ) بكسر الرَّاء وسكون السِّين المُهمَلة: على مهلك، ولابن حبَّان: «فقال: اصبر» (فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُؤْذَنَ لِي) في الهجرة (فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَهَلْ تَرْجُو ذَلِكَ) أي: الإذن (بِأَبِي أَنْتَ؟) زاد الكُشْميهَنيُّ ”وأمِّي“ (قَالَ) ╕ : (نَعَمْ) أرجوه (فَحَبَسَ) أي: منع (أَبُو بَكْرٍ نَفْسَهُ) من الهجرة (عَلَى رَسُولِ اللهِ صلعم ) أي: لأجله (لِيَصْحَبَهُ) في الهجرة (وَعَلَفَ) أبو بكرٍ ☺ (رَاحِلَتَيْنِ) _تثنية راحلةٍ_ من الإبل القويِّ على السَّير وحملِ الأثقال (كَانَتَا عِنْدَهُ وَرَقَ السَّمُرِ) بفتح السِّين المُهمَلة وضمِّ الميم، قال الزُّهريُّ: (وَهْو الخَبَطُ) بفتح الخاء المُعجَمة والمُوحَّدة، ما يُخبَط بالعصا فيسقط من ورق الشَّجر (أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ).
          (قَالَ ابْنُ شِهَابٍ) الزُّهريُّ بالسَّند السَّابق: (قَالَ عُرْوَة) بن الزُّبير: (قَالَتْ عَائِشَةُ) ♦ : (فَبَيْنَمَا) بالميم (نَحْنُ يَوْمًا جُلُوسٌ فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ) أوَّل الزَّوال عند شدَّة الحرِّ (قَالَ قَائِلٌ) قال في «المقدِّمة»: يحتمل أن يُفسَّر بعامر بن فُهَيرة مولى أبي بكرٍ، وفي «الطَّبرانيِّ»: أنَّ قائلَ ذلك أسماءُ بنت أبي بكرٍ ♦ (لأَبِي بَكْرٍ: هَذَا رَسُولُ اللهِ صلعم ) حال كونه (مُتَقَنِّعًا) أي: مغطِّيًا رأسه (_فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا_ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِدَاءٌ) بكسر الفاء وبالهمزة، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي ”فدًى“ بالقصر من غير همزٍ (لَهُ أَبِي وَأُمِّي، وَاللهِ مَا جَاءَ بِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ إِلَّا أَمْرٌ) حدث (قَالَتْ) عائشة ♦ : (فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلعم فَاسْتَأْذَنَ) في الدُّخول (فَأَذِنَ لَهُ) أبو بكرٍ ☺ (فَدَخَلَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلعم لأَبِي بَكْرٍ: أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ) بهمزة قطعٍ مفتوحةٍ وكسر الرَّاء (فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا هُمْ أَهْلُكَ) يريد: عائشة وأمَّها (بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ) ╕ : (فَإِنِّي) ولأبي ذرٍّ عن الكُشْميهَنيِّ ”فإنَّه“ (قَدْ أُذِنَ لِي فِي الخُرُوجِ)‼ بضمِّ الهمزة وكسر الذَّال المُعجَمة، أي: إلى المدينة (فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ): أريد (الصَّحَابَةَُ) وبالرَّفع: خبر مبتدأٍ محذوفٍ (بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : نَعَمْ) الصُّحبة التي تطلبها (قَالَ أَبُوبَكْر: فَخُذْ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ إِحْدَى رَاحِلَتَيَّ هَاتَيْنِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : بِالثَّمَنِ) أي: لا آخذ إلَّا بالثَّمن، وعند الواقديِّ: أنَّ الثَّمن كان ثمان مئةٍ، وأنَّ الرَّاحلة هي القصواء، وأنَّها كانت من بني قُشَيرٍ، وعند ابن إسحاق: إنَّها الجدعاء (قَالَتْ عَائِشَةُ) ♦ : (فَجَهَّزْنَاهُمَا أَحَثَّ الجَـِهَازِ) بالحاء المُهمَلة والمُثلَّثة، «أفعل» تفضيلٍ، من الحثِّ، أي: أسرعه، ولأبي ذرٍّ عن الكُشْميهَنيِّ والحَمُّويي: ”أحبَّ“؛ بالموحَّدة، والجهاز _بفتح الجيم وكسرها_: ما يُحتَاج إليه في السَّفر ونحوه (وَصَنَعْنَا(12) لَهُمَا سُفْرَةً) أي: زادًا (فِي جِرَابٍ) بكسر الجيم، وعن الواقديِّ: أنَّه كان في السُّفرة شاةٌ مطبوخةٌ (فَقَطَعَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ قِطْعَةً مَنْ نِطَاقِهَا) بكسر النُّون: ما يُشَدُّ به الوسط (فَرَبَطَتْ بِهِ عَلَى فَمِ الجِرَابِ، فَبِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقِ) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ عن الكُشْميهَنيِّ ”النِّطاقين“ بالتَّثنية، والمحفوظ أنَّها شقَّت نطاقها نصفين فشدَّت بأحدهما الزَّاد، وشدَّت فم القربة بالآخر، فسُمِّيت ذات النِّطاقين (قَالَتْ) عائشة ♦ : (ثُمَّ لَحِقَ) بكسر الحاء (رَسُولُ اللهِ صلعم وَأَبُو بَكْرٍ بِغَارٍ) بالتَّنوين (فِي جَبَلِ ثَوْرٍ) بالمُثلَّثة المفتوحة، وكان خروجهما من مكَّة يوم الخميس (فَكَمَنَا) بفتحاتٍ (فِيهِ ثَلَاثَ لَيَالٍ) وخرجا منه يوم الإثنين (يَبِيتُ) في الغار (عِنْدَهُمَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ) الصِّدِّيق ☻ (وَهْو غُلَامٌ شَابٌّ ثَقِفٌ) بفتح المُثلَّثة وكسر القاف _وتُسكَّن وتُفتَح_ بعدها فاءٌ، حاذقٌ (لَقِنٌ) بلامٍ مفتوحةٍ وبقافٍ مكسورةٍ فنونٍ، سريعُ الفهم (فَيُدْلِجُ) بضمِّ الياء وسكون الدَّال، ولأبي ذرٍّ ”فيدَّلج“ بتشديد الدَّال، يخرج (مِنْ عِنْدِهِمَا بِسَحَرٍ، فَيُصْبِحُ مَعَ قُرَيْشٍ / بِمَكَّةَ كَبَائِتٍ) بها؛ لشدَّة رجوعه بغلسٍ (فَلَا يَسْمَعُ أَمْرًا يُكْتَادَانِ بِهِ) بضمِّ التَّحتيَّة وفوقيَّةٍ بعد الكاف، «يفتعلان» من الكيد، مبنيٌّ للمفعول، أي: يُطلَب لهما ما فيه من(13) المكروه، ولأبي ذرٍّ عن الكُشْميهَنيِّ ”يُكادان“ بحذف الفوقيَّة (إِلَّا وَعَاهُ) حفظه (حَتَّى يَأْتِيَهُمَا بِخَبَرِ ذَلِك حِينَ يَخْتَلِطُ الظَّلَامُ، وَيَرْعَى) أي: يحفظ (عَلَيْهِمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ) بضمِّ الفاء مُصغَّرًا (مَوْلَى أَبِي بَكْر) الصِّدِّيق ☺ (مِنْحَةً) بكسر الميم وسكون النُّون وفتح المُهمَلة: شاةً تحلب إناءً بالغداة، وإناءً بالعشيِّ (مِنْ غَنَمٍ) كانت لأبي بكرٍ ☺ (فَيُرِيحُهَا) أي: الشَّاة، أو الغنم (عَلَيْهِمَا حِينَ تَذْهَبُ سَاعَةٌ مِنَ‼ العِشَاءِ) كلَّ ليلةٍ، فيحلبان ويشربان (فَيَبِيتَانِ فِي رِسْلٍ) بكسر الرَّاء وسكون المُهمَلة (وَهْو لَبَنُ مِنْحَتِهِمَا) الطَّريِّ (وَرَضِيفُـِهِمَا) بفتح الرَّاء وكسر الضَّاد المُعجَمة بعدها تحتيَّةٌ ساكنةٌ ففاءٌ مكسورةٌ، مجرورٌ عطفًا(14) على المضاف إليه، ومرفوع عطفًا على قوله: «وهو لبن» وهو الموضوع فيه الحجارة المُحمَّاة؛ لتذهب وخامته وثقله (حَتَّى يَنْعِقَ بِهَا) بفتح أوَّله وكسر ثالثه المُهمَل، أي: يصيح بالغنم ويزجرها، ولأبي ذرٍّ ”بهما“ بالتَّثنية، أي: يسمع النَّبيُّ صلعم والصِّدِّيق ☺ صوته إذا زجر غنمه (عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ بِغَلَسٍ) وهو ظلام آخر اللَّيل، وسقط «ابن فُهيرة» لأبي ذرٍّ (يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلَاثِ) التي أقاما فيها بالغار، وعند ابن عائذٍ من حديث ابن عبَّاسٍ: «فيصبح في رعيان النَّاس كبائتٍ فلا يُفطَن له» (وَاسْتَأْجَرَ رَسُولُ اللهِ صلعم وَأَبُو بَكْرٍ رَجُلًا) هو عبد الله بن أُرَيْقِطٍ _بالقاف والطَّاء مُصغَّرًا_ (مِنْ بَنِي الدِّيلِ) بكسر الدَّال المُهمَلة وسكون التَّحتيَّة بعدها لامٌ (وَهْوَ) أي: الرَّجل الذي استُؤجِر (مِنْ بَنِي عَبْدِ بْنِ عَدِيٍّ) أي: ابن الدِّيل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وقيل: من بني عديِّ بن عمرٍو (هَادِيًا) يهديهما إلى الطَّريق (خِرِّيتًا) بكسر الخاء المُعجَمة والرَّاء المُشدَّدة بعدها تحتيَّةٌ ساكنةٌ ففوقيَّةٌ، ونصبهما صفةً لـ «رجلًا»، قال الزُّهريُّ: (_وَالخِرِّيتُ) هو (المَاهِرُ(15) بِالهِدَايَةِ_) حال كونه، أي: الرَّجل الذي استُؤجِر (قَدْ غَمَسَ) بغينٍ معجمةٍ فميمٍ فسينٍ مُهمَلةٍ مفتوحاتٍ (حِلْفًا) بكسر الحاء المُهمَلة وبعد اللَّام السَّاكنة(16) فاءٌ (فِي آلِ العَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيِّ) بفتح السِّين المهملة وسكون الهاء؛ يعني: إنَّه حليفٌ لهم وآخذٌ بنصيبٍ من عقدهم، وكانوا إذا تحالفوا غمسوا أيديهم في دمٍ أو خلوقٍ أو شيءٍ يكون فيه تلوينٌ، فيكون ذلك تأكيدًا للحلف (وَهْوَ) أي: الرَّجل الذي استأجراه (عَلَى دِينِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ فَأَمِنَاهُ) بفتح الهمزة المقصورة وكسر الميم، أي: ائتمناه (فَدَفَعَا إِلَيْهِ رَاحِلَتَيْهِمَا، وَوَاعَدَاهُ غَارَ ثَوْرٍ بَعْدَ ثَلَاثِ لَيَالٍ) فأتاهما (بِرَاحِلَتَيْهِمَا صُبْحَ ثَلَاثٍ وَانْطَلَقَ مَعَهُمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ وَالدَّلِيلُ) عبدُ الله بن أُرَيْقِطٍ (فَأَخَذَ بِهِمْ طَرِيقَ السَّوَاحِلِ) بالسِّين والحاء المُهمَلتين بينهما واوٌ فألفٌ أسفل من عُسْفان.
           (قَالَ ابْنُ شِهَابٍ) الزُّهريُّ بالسَّند المذكور: (وَأَخْبَرَنِي) بالإفراد (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَالِكٍ المُدْلِجِيُّ) بضمِّ الميم وسكون الدَّال وكسر اللَّام والجيم وتشديد التَّحتيَّة (وَهْو ابْنُ أَخِي سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ) بضمِّ الجيم والشِّين المُعجمَة بينهما عينٌ مُهمَلةٌ ساكنةٌ، وسقط لأبي ذرٍّ «ابن مالكٍ» كذا في الفرع كأصله، وقال في «فتح الباري»‼ وتبعه العيني: قوله: «ابن أخي سراقة بن جعشمٍ» في رواية أبي ذرٍّ ”ابن أخي سراقة بن مالك بن جعشمٍ“ (أَنَّ أَبَاهُ) مالكًا (أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ سُرَاقَةَ ابْنَ جُعْشُمٍ) نسبه لجدِّه (يَقُولُ: جَاءَنَا رَسُولُ) بالإفراد في «رسول» في الفرع، وفي «اليونينيَّة»: ”رُسُل“ بضمِّ الرَّاء والسِّين، بلفظ الجمع (كُفَّارِ قُرَيْشٍ يَجْعَلُونَ فِي رَسُولِ اللهِ صلعم وَ) في (أَبِي بَكْرٍ دِيَةَ) أي: مئة ناقةٍ (كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا؛ مَنْ قَتَلَهُ) ولأبي ذرٍّ ”لمن قتله“ (أَو أَسَرَهُ، فَبَيْنَمَا) بالميم (أَنَا جَالِسٌ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ قَوْمِي بَنِي مُدْلِجٍ؛ أَقْبَلَ) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي ”إذ أقبل“ (رَجُلٌ مِنْهُمْ حَتَّى قَامَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ جُلُوسٌ، فَقَالَ: يَا سُرَاقَةُ إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ آنِفًا) بمدِّ الهمزة وكسر النُّون، الآن (أَسْوِدَةً) بكسر الواو بعد المُهمَلة السَّاكنة: أشخاصًا (بِالسَّاحِلِ، أُرَاهَا) بضمِّ الهمزة، أظنُّها (مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ، قَالَ سُرَاقَةُ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُمْ هُمْ، فَقُلْتُ لَهُ(17) / : إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِهِمْ، وَلَكِنَّكَ رَأَيْتَ فُلَانًا وَفُلَانًا) لم أعرف اسمهما (انْطَلَقُوا) بفتح اللَّام (بِأَعْيُنِنَا) أي: في نظرنا معاينةً، يبتغون ضالَّةً لهم (ثُمَّ لَبِثْتُ فِي المَجْلِسِ سَاعَةً، ثُمَّ قُمْتُ فَدَخَلْتُ) منزلي (فَأَمَرْتُ جَارِيَتِي) لم يعرف ابن حجرٍ اسمها (أَنْ تَخْرُجَ بِفَرَسِي) وزاد موسى بن عقبة: «ثمَّ أخذت قِداحي» بكسر القاف، أي: الأزلام، فاستقسمت بها فخرج الذي أكره، لا تضرُّه، وكنت أرجو أن أردَّه وآخذ المئة ناقةٍ (وَهْيَ مِنْ وَرَاءِ أَكَمَةٍ) رابيةٍ مرتفعةٍ (فَتَحْبِسَهَا عَلَيَّ) بتشديد التَّحتيَّة (وَأَخَذْتُ رُمْحِي، فَخَرَجْتُ بِهِ مِنْ ظَهْرِ البَيْتِ، فَحَطَطْتُ) بالمُهمَلات (بِزُجِّهِ الأَرْضَ) بضمِّ الزَّاي والجيم المُشدَّدة المكسورة، الحديد الذي في أسفل الرُّمح، أي: أمكنت أسفله، ولأبي ذرٍّ عن الكُشْميهَنيِّ ”فخططت“ بالخاء المُعجَمة، أي: خفضت أعلاه، وجررت بزجِّه على الأرض فخطَّها به من غير قصدٍ لخطِّها(18)؛ لكي لا يظهر الرُّمح إن أمسك زجَّه ونصبه (وَخَفَضْتُ عَالِيَهُ) لئلَّا يظهر بريقه لمن بَعُدَ منه فيُنذَر به وينكشف أمره؛ لأنَّه كره أن يتْبعه أحدٌ فيشركه في الجعالة (حَتَّى أَتَيْتُ فَرَسِي فَرَكِبْتُهَا، فَرَفَعْتُهَا) بالرَّاء، ولأبي ذرٍّ ”فرفَّعْتُها(19)“ بتشديد الفاء؛ أسرعت بها السَّير (تُقَرَِّبُ) بتشديد الرَّاء مفتوحةً أو مكسورةً (بِي) فرسي، ضربٌ من الإسراع، قال الأصمعيُّ: و(20)التَّقريب أن(21) ترفع يديها معًا وتضعهما معًا (حَتَّى دَنَوْتُ مِنْهُمْ، فَعَثَرَتْ) بالفاء والمُثلَّثة، ولأبي ذرٍّ ”وعثرت“ (بِي فَرَسِي، فَخَرَرْتُ) بالخاء المُعجَمة، سقطتُ (عَنْهَا) عن فرسي (فَقُمْتُ، فَأَهْوَيْتُ يَدِي) أي: بسطتها (إِلَى كِنَانَتِي) كيس السِّهام (فَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهَا الأَزْلَامَ) جمع زَلَمٍ _بفتح الزَّاي واللَّام_: أقلامٌ كانوا يكتبون على بعضها «نعم» وعلى بعضها «لا»، وكانوا إذا أرادوا أمرًا استقسموا‼ بها، فإذا خرج السَّهم الذي عليه «نعم» خرجوا، وإذا خرج الآخر؛ لم يخرجوا، ومعنى الاستقسام: معرفة قسم الخير والشَّرِّ (فَاسْتَقْسَمْتُ) بالفاء، ولأبي ذرٍّ ”واستقسمت“ بالواو (بِهَا أَضُرُّهُمْ أَمْ لَا) طلبتُ معرفة النَّفع والضَّرِّ بالأزلام، أي: التَّفاؤل (فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ) لا تضرُّهم (فَرَكِبْتُ فَرَسِي، وَعَصَيْتُ الأَزْلَامَ) الواو للحال، أي: فلم(22) ألتفت إلى ما خرج من الذي أكره (تُقَرَِّبُ بِي) فرسي (حَتَّى إِذَا سَمِعْتُ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللهِ صلعم وَهْو لَا يَلْتَفِتُ، وَأَبُو بَكْرٍ) ☺ (يُكْثِرُ الاِلْتِفَاتَ؛ سَاخَتْ) بالسِّين المُهمَلة والخاء المُعجَمة، أي: غاصت (يَدَا فَرَسِي فِي الأَرْضِ) زاد الطَّبرانيُّ عن أسماء بنت أبي بكرٍ ♦ : «لمنخريها» (حَتَّى بَلَغَتَا الرُّكْبَتَيْنِ، فَخَرَرْتُ عَنْهَا، ثُمَّ زَجَرْتُهَا) على القيام (فَنَهَضَتْ، فَلَمْ تَكَدْ تُخْرِجُ يَدَيْهَا) بضمِّ أوَّله، من أَخْرَجَ من الأرض (فَلَمَّا اسْتَوَتْ قَائِمَةً؛ إِذَا لأَثَرِ يَدَيْهَا عُثَانٌ) بالعين المُهمَلة المضمومة فمُثلَّثةٍ مفتوحةٍ وبعد الألف نونٌ، دخانٌ من غير نارٍ، وهو مبتدأٌ خبره قوله: «لأثر يديها» مُقدَّمًا، ولأبي ذرٍّ عن الكُشْميهَنيِّ ”غبارٌ“ بالمُعجَمة والمُوحَّدة آخره راءٌ (سَاطِعٌ) منتشرٌ (فِي السَّمَاءِ مِثْلُ الدُّخَانِ، فَاسْتَقْسَمْتُ بِالأَزْلَامِ، فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ) لا تضرُّهم (فَنَادَيْتُهُمْ بِالأَمَانِ) وعند ابن إسحاق: «فناديت القوم أنا سراقة بن مالك بن جُعْشمٍ، انظروني أكلِّمكم، فوالله لا يأتيكم منِّي شيءٌ تكرهونه» (فَوَقَفُوا، فَرَكِبْتُ فَرَسِي حَتَّى جِئْتُهُمْ، وَوَقَعَ فِي نَفْسِي حِينَ لَقِيتُ مَا لَقِيتُ مِنَ الحَبْسِ عَنْهُمْ؛ أَنْ سَيَظْهَرُ أَمْرُ رَسُولِ اللهِ صلعم ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ قَوْمَكَ) قريشًا (قَدْ جَعَلُوا فِيكَ الدِّيَةَ) يدفعونها لمن يقتلك أو يأسرك (وَأَخْبَرْتُهُمْ أَخْبَارَ مَا يُرِيدُ النَّاسُ) قريشٌ (بِهِمْ) من الحرص على الظَّفر بهم، وغير ذلك (وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمِ الزَّادَ وَالمَتَاعَ، فَلَمْ يَرْزَأَانِي) لم ينقصاني _النَّبيُّ صلعم وأبو بكرٍ_ شيئًا (وَلَمْ يَسْأَلَانِي) شيئًا ممَّا معي (إِلَّا أَنْ قَالَ) لي النَّبيُّ صلعم : (أَخْفِ عَنَّا) بفتح الهمزة وسكون المُعجَمة بعدها فاءٌ، أمرٌ من الإخفاء، قال سراقة: (فَسَأَلْتُهُ) ╕ (أَنْ يَكْتُبَ لِي كِتَابَ أَمْنٍ) بسكون الميم (فَأَمَرَ) ╕ (عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ، فَكَتَبَ فِي رُقْعَةٍ مِنْ أَدِيمٍ) بكسر الدَّال المُهمَلة بعدها تحتيَّةٌ، وفي نسخةٍ ”من(23) أدَمٍ“ بفتح الدَّال وحذف التَّحتيَّة؛ جلدٍ مدبوغٍ، زاد ابن إسحاق: «فأخذته فجعلته في كنانتي ثمَّ رجعت» (ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللهِ صلعم ) ومن معه إلى / جهة مقصده.
          (قَالَ ابْنُ شِهَابٍ) الزُّهريُّ بالسَّند السَّابق: (فَأَخْبَرَنِي) بالإفراد (عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ) بن العوَّام: (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم ‼ لَقِيَ الزُّبَيْرَ فِي رَكْبٍ مِنَ المُسْلِمِينَ كَانُوا تِجَارًا) بكسر التَّاء وتخفيف الجيم، حال كونهم (قَافِلِينَ) راجعين (مِنَ الشَّأْمِ، فَكَسَا الزُّبَيْرُ رَسُولَ اللهِ صلعم وَأَبَا بَكْرٍ ثِيَابَ بَيَاضٍ) وقول الدِّمياطيِّ _إنَّ الذي كسا النَّبيَّ صلعم وأبا بكرٍ إنَّما هو طلحة بن عبيد الله، وكان جائيًا من الشَّام في عيرٍ؛ متمسِّكًا في ذلك بأنَّ أهل السِّير لم يذكروا أنَّ الزُّبير لقي النَّبيَّ صلعم في طريق(24) الهجرة، وإنَّما هو طلحة بن عبيد الله_ ليس فيه دلالةٌ على ذلك، فالأَولى الجمعُ بينهما، وإلَّا فما في «الصَّحيح» أصحُّ، لا سيَّما والرِّواية التي فيها طلحة من طريق ابن لَهِيعة عن أبي الأسود عن عروة، والتي في «الصَّحيح» من(25) طريق عُقيلٍ عن الزُّهريِّ عن عروة، وعند ابن أبي شيبة من طريق هشام بن عروة(26) عن أبيه نحو(27) رواية أبي الأسود، فيتعيَّن(28) تصحيح القولين، وحينئذٍ فيكون كلٌّ من(29) الزُّبير وطلحة كساهما (وَسَمِعَ المُسْلِمُونَ بِالمَدِينَةِ مَخْرَجَ) ولأبي ذرٍّ ”بمخرج“ (رَسُولِ اللهِ صلعم مِنْ مَكَّةَ، فَكَانُوا يَغْدُونَ) بسكون الغين المُعجَمة: يخرجون (كُلَّ غَدَاةٍ إِلَى الحَرَّةِ) بالحاء المُهمَلة المفتوحة(30) وتشديد الرَّاء (فَيَنْتَظِرُونَهُ حَتَّى يَرُدَّهُمْ حَرُّ الظَّهِيرَةِ، فَانْقَلَبُوا) رجعوا (يَوْمًا بَعْدَمَا أَطَالُوا انْتِظَارَهُم) له ╕ (فَلَمَّا أَوَوْا إِلَى بُيُوتِهِمْ؛ أَوْفَى) بفتح الهمزة وسكون الواو وفتح الفاء، أي: طلع (رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ) لم يُسَمَّ (عَلَى أُطُمٍ) بضمِّ الهمزة والطَّاء المُهمَلة، حصنٍ (مِنْ آطَامِهِمْ لأَمْرٍ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَبَصُرَ) بفتح المُوحَّدة وضمِّ المُهمَلة (بِرَسُولِ اللهِ صلعم وَأَصْحَابِهِ) حال كونهم (مُبَيَّضِينَ) بفتح المُوحَّدة والتَّحتيَّة المُشدَّدة بعدها(31) ضادٌ مُعجَمةٌ، عليهم الثِّياب البيض، قال السَّفاقسيُّ: ويحتمل أن يريد: متعجِّلين، قال ابن فارسٍ: يُقال: بائضٌ أي: مستعجلٌ(32)، ويدلُّ عليه قوله: (يَزُولُ بِهِمُ السَّرَابُ) المرئيُّ في شدَّة الحرِّ كأنَّه ماءٌ حتَّى إذا جئته لم تجده شيئًا كما قال الله تعالى (فَلَمْ يَمْلِكِ اليَهُودِيُّ) نفسه (أَنْ قَالَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا مَعَاشِرَ العَرَبِ) بألفٍ بعد العين، ولأبي ذرٍّ ”يا مَعْشر“ بحذف الألف وسكون(33) العين (هَذَا جَدُّكُمُ) بفتح الجيم وتشديد الدَّال المُهمَلة، أي: حظُّكم وصاحب دولتكم (الَّذِي تَنْتَظِرُونَ) السَّعادة(34) بمجيئه (فَثَارَ المُسْلِمُونَ) بالمُثلَّثة (إِلَى السِّلَاحِ فَتَلَقَّوْا رَسُولَ اللهِ صلعم بِظَهْرِ الحَرَّةِ) الأرض التي عليها الحجارة السُّود (فَعَدَلَ بِهِمْ) بتخفيف الدَّال (ذَاتَ اليَمِينِ حَتَّى نَزَلَ بِهِمْ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ) بفتح العين وسكون الميم، أي: ابن مالك بن الأوس‼، ومنازلهم بقباءٍ (وَذَلِكَ) وفي روايةٍ ”وكان“ (يَوْمَ الإِثْنَيْنِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ) أوَّله، أو لليلتين خَلَتَا منه، أو لاثنتي عشرة ليلةً خَلَتْ منه، أو لثلاث عشرة خلت منه (فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ لِلنَّاسِ) يتلقَّاهم (وَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صلعم صَامِتًا) ساكتًا(35) (فَطَفِقَ مَنْ جَاءَ مِنَ الأَنْصَارِ مِمَّنْ لَمْ يَرَ رَسُولَ اللهِ صلعم يُحَيِّي أَبَا بَكْرٍ) أي: يسلِّم عليه يظنُّه النَّبيَّ صلعم (حَتَّى أَصَابَتِ الشَّمْسُ رَسُولَ اللهِ صلعم ، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ) ╩ (حَتَّى ظَلَّلَ عَلَيْهِ) صلعم (بِرِدَائِهِ، فَعَرَفَ النَّاسُ رَسُولَ اللهِ صلعم عِنْدَ ذَلِكَ) وعند موسى بن عقبة: «فطفق من جاء من الأنصار ممَّن لم يكن رآه يحسبه أبا بكرٍ ☺ حتَّى إذا أصابته الشَّمس؛ أقبل أبو بكرٍ ☺ بشيءٍ يظلُّه» (فَلَبِثَ رَسُولُ اللهِ صلعم فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، وَأُسِّسَ المَسْجِدُ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى) وهو مسجد قباءٍ (وَصَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلعم ) أيَّام مقامه بقباءٍ (ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ) من قباءٍ يوم الجمعة، فأدركته الجمعة في بني(36) سالم بن عوفٍ (فَسَارَ يَمْشِي مَعَهُ النَّاسُ) ولأبي ذرٍّ عن الكُشْميهَنيِّ: ”مع النَّاس“ (حَتَّى بَرَكَتْ) راحلته (عِنْدَ مَسْجِدِ الرَّسُولِ صلعم بِالمَدِينَةِ) وعند سعيد بن منصورٍ: «حتَّى استناخت عند موضع المنبر من المسجد» (وَهُو يُصَلِّي فِيهِ يَوْمَئِذٍ رِجَالٌ مِنَ المُسْلِمِينَ، وَكَانَ) موضع المسجد (مِرْبَدًا) بكسر الميم وفتح / المُوحَّدة بينهما راءٌ ساكنةٌ (لِلتَّمْرِ) يُجفَّف فيه (لِسُهَيْلٍ) بالتَّصغير (وَسَهْلٍ) ابني رافع بن عمرٍو (_غُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي حَجْرِ أَسْعَدَ_) بفتح الحاء المُهمَلة وسكون الجيم، ولأبي ذرٍّ ”سعد(37)“ (بْنِ زُرَارَةَ) وكان أسعد ☺ من السَّابقين إلى الإسلام من الأنصار، وأمَّا أخوه سعدٌ فتأخَّر إسلامه (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم حِينَ بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ: هَذَا إِنْ شَاءَ اللهُ المَنْزِلُ، ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللهِ صلعم الغُلَامَيْنِ، فَسَاوَمَهُمَا بِالمِرْبَدِ لِيَتَّخِذَهُ مَسْجِدًا، فَقَالَا: لَا(38)، بَلْ نَهَبُهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَبَى رَسُولُ اللهِ صلعم أَنْ يَقْبَلَهُ مِنْهُمَا هِبَةً حَتَّى ابْتَاعَهُ مِنْهُمَا) أي(39): اشتراه، وثبت قوله: «فأبى...» إلى آخره في رواية أبي ذرٍّ، (ثُمَّ بَنَاهُ مَسْجِدًا، وَطَفِقَ) بكسر الفاء (رَسُولُ اللهِ صلعم يَنْقُلُ مَعَهُمُ اللَّبِنَ) بفتح اللَّام وكسر المُوحَّدة، الطُّوب النِّيء (فِي بُنْيَانِهِ، وَيَقُولُ وَهُوَ يَنْقُلُ اللَّبِنَ: هَذَا الحِمَالُ) بكسر الحاء المُهمَلة وفتح الميم مُخفَّفةً، ولأبي ذرٍّ ”هذا الحَمَالُ“ بفتح الحاء المُهمَلة، أي: هذا المحمول من اللَّبِن أبرُّ عند الله، وأطهر عند الله (لَا حِمَالَ) بكسر الحاء المُهمَلة، ولأبي ذرٍّ ”لا حَمال“ بفتحها (خَيْبَرْ) التي(40) يُحمل منها من التَّمر والزَّبيب ونحوهما الذي يتغبَّط(41) به حاملوه‼، قال القاضي عياضٌ ⌂ : وقد رواه المُستملي ”جَمال“ بالجيم المفتوحة، قال: وله وجهٌ، والأوَّل أظهر (هَذَا أَبَرُّ) أي: أبقى ذخرًا عند الله ╡ وأكثر ثوابًا وأدوم نفعًا يا (رَبَّنَا وَأَطْهَرْ) بالطَّاء المُهمَلة، أي: أشدُّ طهارةً من حمال خيبر (وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّ الأَجْرَ أَجْرُ الآخِرَهْ، فَارْحَمِ الأَنْصَارَ وَالمُهَاجِرَهْ) بكسر الجيم (فَتَمَثَّلَ) ╕ (بِشِعْرِ رَجُلٍ مِنَ المُسْلِمِينَ لَمْ يُسَمَّ لِي) هو عبد الله بن رواحة.
          (قَالَ ابْنُ شِهَابٍ) الزُّهريُّ: (وَلَمْ يَبْلُغْنَا فِي الأَحَادِيثِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم تَمَثَّلَ بِبَيْتِ شِعْرٍ تَامٍّ غَيْرِ هَذَا البَيْتِ) ولأبي ذرٍّ ”غير هذه(42) الأبيات“ أي: السَّابقة، قال في «التَّنقيح»: قد أُنكِر على الزُّهريِّ ذلك من وجهين؛ أحدهما: أنَّه رجزٌ وليس بشعرٍ ولذا يُقال لصاحبه: راجزٌ لا شاعرٌ، وثانيهما: أنَّه ليس بموزونٍ. انتهى. وتعقَّبه في «المصابيح»: بأنَّ بين الوجهين تنافيًا، لأنَّ الأوَّل يقتضي تسليم كون الكلِّ موزونًا؛ ضرورة أنَّه جعله رَجَزًا، ولا بدَّ فيه من وزنٍ خاصٍّ، سواءٌ قلنا: هو شعرٌ أم لا، والثَّاني مصرِّحٌ(43) بنفي الوزن، ولقائلٍ أن يمنع كون الرَّجز غير شعرٍ وكون قائله غير شاعرٍ، وهو الصَّحيح عند العروضيِّين، سلَّمنا أنَّ الرَّجز ليس شعرًا(44)، لكنَّا لا نسلِّم أنَّ قوله:
هذا الحمال لا حمال خيبر
هذا أبرُّ ربَّنا وأطهر
          من بحر الرَّجز(45)، وإنَّما هو من مشطور السَّريع، دخله الكشف والخبن، وأمَّا قوله: «ليس بموزونٍ» فإنَّما يتمُّ في قوله:
إنَّ الأجر أجر الآخره
فارحم الأنصار والمهاجره
          انتهى. والممنوع عليه صلعم (46) إنشاء الشِّعر لا إنشاده.
          وهذا الحديث أخرجه في مواضع مختصرًا [خ¦428] [خ¦3932] وبتمامه هنا فقط.


[1] «يحيى»: ليس في (م).
[2] «أنَّها»: ضُرِب عليها في (م).
[3] في (ب): «ولا»، والمثبت موافقٌ لما في «اليونينيَّة».
[4] في (م): «أميالٍ»، وهو تحريفٌ.
[5] «ابن»: ليس في (م).
[6] «لكن»: ضُرِب عليه في (م).
[7] في (ص): «إنَّ»، والمثبت موافقٌ لما في «اليونينيَّة».
[8] في (ص): «الثَّاني»، وهو تحريفٌ.
[9] في (م): «فعل».
[10] في (ل): «فأعلن الصلاة».
[11] «له»: سقط من غير (س)، والمثبت موافقٌ لما في «اليونينيَّة».
[12] في (م): «وضعنا»، وهو تحريفٌ.
[13] «من»: مثبتٌ من (ص).
[14] «عطفًا»: ليس في (ص) و(م).
[15] في (ص): «المهاجر»، وهو تحريفٌ.
[16] في (ص) و(ل): «المكسورة» وليس بصحيحٍ.
[17] «له»: ليس في (م)، وفي (ص): «لهم» وهو تحريفٌ.
[18] «لخطِّها»: مثبتٌ من (س).
[19] في (م): «فرفعت»، وليس بصحيحٍ.
[20] زيد في (م): «هو».
[21] في (م): «أي».
[22] في (ص): «لم».
[23] «من»: ليس في (ص) و(م).
[24] في (م): «طريقة»، وهو تحريفٌ.
[25] في (ب): «عن»، وهو تحريفٌ.
[26] قوله: «وعند ابن أبي شيبة من طريق هشام بن عروة» ليس في (م).
[27] في (م): «من».
[28] في (ب) و(س): «فتعيَّن».
[29] في (م): «فيكون لبس»، ولا يصحُّ.
[30] «المفتوحة»: مثبتٌ من (س).
[31] في (م): «بعد».
[32] في (ب) و(س): «متعجِّلٌ».
[33] في (ص): «الألف بعد».
[34] في (م): «السَّاعة».
[35] «ساكتًا»: ليس في (ص) و(م).
[36] في (ص): «الجمعة عند».
[37] «سعد»: سقط من (م).
[38] «لا»: سقط من (س).
[39] في (م): «حتَّى».
[40] في (ب) و(س): «الذي».
[41] في (ب) و(س): «يغتبط».
[42] «غير هذه»: ليس في (م).
[43] في (م): «صرَّح».
[44] في (ص): «غير شعرٍ».
[45] في (م): «نحو الزجر».
[46] زيد في (ب): «عليه»، وهو تكرارٌ.