إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: قاتلهم الله والله إن استقسما بالأزلام قط

          3352- وبه قال: (حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى) التَّميميُّ الفرَّاء الصَّغير قال: (أَخْبَرَنَا) ولأبي الوقت: ”حدَّثنا“ (هِشَامٌ) هو ابن يوسف الصَّنعانيُّ (عَنْ مَعْمَرٍ) بميمين مفتوحتين بينهما عينٌ مهملةٌ ساكنةٌ، ابن راشدٍ الأزديِّ، مولاهم، أبي عروة البصريِّ، نزيل اليمن (عَنْ أَيُّوبَ) السَّختِيانيِّ (عَنْ عِكْرِمَةَ) مولى ابن عبَّاسٍ (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ☻ : أَنَّ النَّبِيَّ) ولأبي ذرٍّ: ”عن النَّبيِّ“ ( صلعم لَمَّا رَأَى الصُّوَرَ) الَّتي صوَّرها المشركون (فِي البَيْتِ) الحرام (لَمْ يَدْخُلْ) إلى(1): البيت (حَتَّى أَمَرَ بِهَا فَمُحِيَتْ) بضمِّ الميم، مبنيًّا للمفعول، أُزيلت، (وَرَأَى) صورة (إِبْرَاهِيمَ وَ) صورة (إِسْمَاعِيلَ ♂ بِأَيْدِيهِمَا الأَزْلَامُ) أي: القِدَاح، واحدها: زلَمٌ، و«زَُلمٌ»(2) بفتح الزَّاي وضمِّها، وإنَّما سُمِّيت القداح بالأزلام لأنَّها زُلِّمت، أي: سُوِّيت، يُقال: قِدْحٌ مُزَلَّمٌ وزليمٌ، إذا حُرِّر وأُجيد قدره(3) وصفته(4) (فَقَالَ) صلعم : (قَاتَلَهُمُ اللهُ) أي: لعنهم الله (وَاللهِ إِنِ اسْتَقْسَمَا) بكسر الهمزة وتخفيف النُّون، نافيةٌ، أي: ما استقسما (بِالأَزْلَامِ قَطُّ) وكان أحدهم إذا أراد سفرًا أو تجارةً أو نكاحًا أو أمرًا ضرب بالقداح المكتوب على بعضها: أمرني ربِّي، وعلى بعضها: نهاني ربِّي، و(5) بعضها: غُفْلٌ خالٍ عن الكتابة، فإن خرج الأمر أقدم على العمل، وإن خرج النَّهي أمسك، وإن خرج الغفل أعاد العمل مرَّةً أخرى، وقيل غير ذلك ممَّا سبق في «كتاب الحجِّ» في «باب من كبَّر في نواحي الكعبة» [خ¦1601].


[1] «إلى»: مثبتٌ من (د) و(ص).
[2] «وزلمٌ»: ليس في (د).
[3] في (د): «قدُّه».
[4] في (م): «وصنعته».
[5] زيد في (م): «في».