إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب ذكر إدريس

          ░5▒ (بابُ ذُِكْرِ إِدْرِيسَ ◙ ) بكسر ذال «ذكر» وضمِّها في «اليونينيَّة»، وسقط لفظ «باب» لأبي ذرٍّ (وَهُوَ جَدُّ أَبِي نُوحٍ) لأنَّه نوح بن لامَـِك بن مَتُّوشَلَخ بن أَخْنُوخ(1) وهو إدريس / (وَيُقَالُ: جَدُّ نُوحٍ ♂ ) مجازًا، لأنَّ جدَّ الأب جدٌّ، وقوله «وهو جدُّ...» إلى آخره ثابتٌ لابن عساكر؟ وكان إدريس ◙ أوَّل نبيٍّ(2) أُعطِي النُّبوَّة بعد آدم وشيث ♂ ، وأوَّل من خطَّ بالقلم، وأدرك من حياة آدم ثلاث مئة سنةٍ وثمان سنين. وقال ابن كثيرٍ: وقد قالت طائفةٌ: إنَّه المشار إليه في(3) حديث معاوية بن الحكم السُّلَمِيِّ لمَّا سأل النَّبيّ صلعم عن الخطِّ بالرَّمل فقال: «إنَّه كان نبيٌّ يخطُّ بالرَّمل، فمن وافق خطَّه فذاك»(4). وزعم كثيرٌ من المفسِّرين: أنَّه أوَّل من تكلَّم في ذلك، ويسمُّونه: هرمس الهرامسة، ويكذبون عليه في أشياء كثيرةٍ كما كذبوا على غيره من الأنبياء (وَقَوْلِ اللهِ) ╡ بالجرِّ عطفًا على سابقه المجرور بالإضافة: ({وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}[مريم:57]): السَّماء السَّادسة، أو الرَّابعة، أو الجنَّة، أو شرف النُّبوَّة والزُّلفى، وعن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ: أنَّه رُفِع إلى السَّماء ولم يمتْ كما رُفِع عيسى. قال في «البداية والنِّهاية»: إن أراد أنَّه لم يمت إلى الآن ففيه نظرٌ، وإن أراد أنَّه رُفِع حيًّا إلى السَّماء، ثمَّ قُبِض فلا ينافي ما ذكره كعبٌ: أنَّه قُبِض في السَّماء الرَّابعة. وعن ابن عبَّاسٍ: أنَّه قُبِض‼ في السَّادسة، وصحَّح ابن كثيرٍ: أنَّه قُبِض في الرَّابعة(5).


[1] في (د): «خنوخ».
[2] في (د) و(ص): «بني آدم».
[3] في غير (د) و(س): «من».
[4] كتب على هامش (ج) هنا: «مدرج ليس من لفظ الحديث».
[5] «إلى السَّماء»: ليس في (م).