الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب قراءة الفاجر والمنافق وأصواتهم وتلاوتهم لا تجاوز حناجرهم

          ░57▒ (باب: قراءة الفاجر والمنافق...) إلى آخره
          غرض التَّرجمة ظاهر، وهو أنَّ التَّفاوت في قراءتهم باعتبار أفعالهم، والمطلوب(1) واحد لا تفاوت فيه، ولا يبعد أيضًا أن يقال: إنَّ الإمام البخاريَّ أشار بالتَّرجمة إلى الرَّدِّ على ما نُقل عن محمَّد بن أسلم الطُّوسيِّ، كما حكاه عنه الحافظ في موضع آخر، وتقدَّم مبسوطًا في مقدِّمة «اللَّامع» مِنْ أنَّه قال: الصَّوت مِنَ المصوِّت كلامُ الله، وهي عبارة رديئة لم يرد ظاهرها، وإنَّما أراد نفي كون المخلوق متلوًّا، وقد وقع ذلك لإمام الأئمَّة محمَّد بن خزيمة، ثمَّ رجع، وله في ذلك مع تلامذته قصَّة مشهورة، ثمَّ قالَ: إنَّ قول مَنْ قال: إن الَّذِي يُسمع مِنَ القارئ هو الصَّوت القديم لا يُعرف عن السَّلف، ولا قاله أحمد، ولا أئمَّة أصحابه، وإنَّما سبب نسبة ذلك لأحمد قوله: مَنْ قال: (لفظي بالقرآن مخلوق) فهو جَهْميٌّ، فظنُّوا أنَّه سوَّى بين اللَّفظ والصَّوت، ولم يُنْقل عن أحمد في الصَّوت ما نُقل عنه في اللَّفظ، بل صرَّح في مواضع بأنَّ الصَّوت المسموع مِنَ القارئ هو صوت القارئ... إلى آخر ما تقدَّم في مقدِّمة «اللَّامع» في بيان ردِّ ما نُقم على البخاريِّ.


[1] في (المطبوع): ((والمتلو)).