الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب قول الله تعالى: {والله خلقكم وما تعملون}

          ░56▒ (باب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات:96])
          قالَ الحافظُ: ذكر ابن بطَّالٍ عن المهلَّب أنَّ غرض البخاريِّ بهذه التَّرجمة إثبات أنَّ أفعال العباد وأقوالهم مخلوقة لله تعالى. انتهى.
          وقالَ القَسْطَلَّانيُّ تبعًا للحافظ: قال / الشَّمس الأصفهانيُّ في تفسير قوله: {وَمَا تَعْمَلُونَ} أي: عملكم، وفيه دليل على أنَّ أفعال العباد مخلوقة لله تعالى، وأنَّها مكتسبة للعباد، حيث أثبت لهم عملًا، فأبطلت هذه الآية مذهب القَدَريَّة والجَبْريَّة معًا. انتهى.
          وقالَ الشَّيخ(1) مشايخنا الدِّهْلويُّ في «تراجمه» تحت هذه التَّرجمة: أي: الله خالق أعمال العباد، والقراءة عمل مِنْ أعماله، ويَرِدُ عليه: (أحيوا ما خلقتم) فإنَّه يدلُّ على أنَّ الخلق يُنسب إلى العباد، والجواب أنَّهم منسوب إليهم بمعنًى وغير(2) منسوب إليهم بمعنًى آخر، ومثله قوله صلعم: (ما أنا حملتكم) وقوله في الكهَّان: (ليسوا بشيء). انتهى.


[1] في (المطبوع): ((شيخ)).
[2] في (المطبوع): ((غير)) بلا واو.