الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

قول الله تعالى: {كل شيء هالك إلا وجهه}

          ░16▒ (باب: قَولِه تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} إلى آخره [القصص:88])
          عندي: غرض التَّرجمة بيان جواز إطلاق الوجه على الله تبارك وتعالى.
          قالَ الحافظُ: قالَ ابنُ بطَّالٍ: في هذه الآية والحديث دلالة على أنَّ لله وجهًا، وهو مِنْ صفة ذاته، وليس بجارحته(1) ولا كالوجوه الَّتي نشاهدها مِنَ المخلوقين، كما نقول: إنَّه عالم ولا نقول: إنَّه كالعلماء الَّذِين نشاهدهم. انتهى.
          وفي القَسْطَلَّانيِّ: قالَ البَيْهَقيُّ: تكرَّر ذكر الوجه في الكتاب والسُّنَّة الصَّحيحة وهو في بعضها صفة ذات، كقوله: ((إلَّا برداء الكبرياء على وجهه)) وفي بعضها: مِنْ أجل كقوله: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ} [الإنسان:9] وفي بعضها بمعنى الرِّضا كقوله تعالى: {يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ} [الروم:38] وليس المراد الجارحة جزمًا. انتهى.


[1] في (المطبوع): ((بجارحة)).