الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب قول الله تعالى: {إنما قولنا لشيء}

          ░29▒ (باب: قول الله تعالى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ} إلى آخره(1) [النحل:40])
          هكذا في «النُّسخة الهنديَّة»، وكذا في نسخة «الفتح»، وأمَّا في «نسخ(2)العينيِّ والقَسْطَلَّانيِّ»: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا} [النحل:40]إلى آخره.
          قالَ الحافظُ بعد ذكر الاختلاف في النُّسخ: قالَ عِياضٌ: صواب التِّلاوة {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ} إلى آخره، وكأنَّه أراد أن يترجم بالآية الأخرى: {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} [القمر:50] وسبقَ القلمُ إلى هذه.
          قلت: وقع في نسخة معتمدة مِنْ رواية أبي ذرٍّ: <{إِنَّمَا قَوْلُنَا}> على وَفْق التِّلاوة، فإن لم يكن مِنْ إصلاح مَنْ تأخَّر عنه وإلَّا فالقول ما قاله القاضي عِياض.
          ثمَّ قالَ الحافظُ بعد بيان مطابقة الأحاديث بالتَّرجمة: قالَ ابنُ بطَّالٍ: غرضه الرَّدُّ على المعتزلة في زعمهم أنَّ أمر الله مخلوق، فتبيَّن أنَّ الأمر هو قوله تعالى للشيء: {كُنْ فَيَكُونُ} بأمره له، وأنَّ أمره وقوله بمعنًى واحد، وأنَّه يقول: {كُنْ} حقيقةً، وأنَّ الأمر غيرُ الخلق لعطفه عليه بالواو. انتهى.
          وسيأتي مزيد مِنْ هذا(3) في (باب: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات:96]). انتهى مِنَ «الفتح».
          ونحوه ما قالَ العلَّامةُ العينيُّ بدون العزو إلى ابن بطَّالٍ حيث قال: وغرض البخاريِّ في هذا الباب الرَّدُّ على المعتزلة في قولهم: إنَّ أمر الله الَّذِي هو كلامُه مخلوقٌ، وأنَّ وصفه تعالى نفسه بالأمر وبالقول في هذه الآية مجاز واتِّساع كما في: امتلأ الحوضُ، ومال الحائطُ، وهذا الَّذِي قالوه فاسدٌ، لأنَّه عُدول عن ظاهر الآية، وحملها على حقيقتها إثبات كونه تعالى حيًّا، والحيُّ لا يستحيل أن يكون متكلِّمًا. [انتهى].


[1] قوله: ((إلى آخره)) ليس في (المطبوع).
[2] في (المطبوع): ((النسخ)).
[3] في (المطبوع): ((مزيد لهذا)).