الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

قول الله تعالى: {وهو الذي خلق السموات والأرض بالحق}

          ░8▒ (باب: قول الله ╡: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ} إلى آخره [الأنعام:73])
          المقصود بهذا: إثبات اسمه تعالى الحقِّ، وبسط الحافظ في «الفتح» في معنى الحقِّ والمراد به، وقال: كأنَّه أشار بهذه التَّرجمة إلى ما ورد في تفسير هذه الآية أنَّ معنى قوله: {بِالْحَقِّ} أي: بكلمة الحقِّ، وهو قوله تعالى: {كُنْ}، ونقل ابن التِّين عن الداوديِّ: أنَّ الباء هاهنا بمعنى اللَّام، أي: لأجل الحقِّ... إلى آخر ما بسطه.
          وقالَ القَسْطَلَّانيُّ: الحقُّ في الأسماء الحسنى معناه: الواجب الوجود بالبقاء الدَّائم والدَّوام المتوالي الجامع للخير والمجد... إلى آخر ما بسطه.
          فالأوجَهُ عندَ هذا العبدِ الضَّعيفِ: إلى غرض الإمام البخاريِّ بهذه التَّرجمة إثبات اسمه تعالى الحقِّ، ويكون الحجَّة في الحديث في قوله: (أنت الحقُّ).
          ثمَّ لا يذهب عليك أنَّ الإمام البخاريَّ ترجم بالخلق في ثلاثة أبواب: الأوَّل هذا. والثَّاني ما سيأتي مِنْ (باب: قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ} [الحشر:24]) وهو الباب الثَّامن عشر. والثَّالث (باب: ما جاء في تخليق السَّماوات والأرض) وهو الباب السَّابع والعشرون، ولا تكرار في هذه التَّراجم عندي لاختلاف المقاصد، وقد عرفتَ أنَّ الغرض مِنَ الباب الَّذِي نحن بصدده هو إثبات اسمه تعالى الحقِّ، ويأتي الكلام على البابين الآتيين في محلِّهما. انتهى مِنْ «هامش اللَّامع».