الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

إن لله مائة اسم إلا واحدا

          ░12▒ (باب: إنَّ(1) لله مئة اسم إلَّا واحدًا...) إلى آخره
          قالَ ابنُ أبي حاتم في «كتاب الرَّدِّ على الجَهْميَّة»: ذكر نعيم بن حمَّاد أنَّ الجَهْميَّة قالوا: إنَّ أسماء الله تعالى مخلوقة، لأنَّ الاسم غيرُ المسمَّى، وادَّعوا أنَّ الله كان ولا وجود لهذه الأسماء، ثمَّ خلقها ثمَّ تَسَمَّى بها، قال: فقلنا لهم: إنَّ الله قال: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى:1]، وقال: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ} [يونس:3]، فأخبر أنَّه المعبود، ودلَّ كلامه على اسمه بما دلَّ به على نفسه، فمَنْ زعم أنَّ اسم الله مخلوق فقد زعم أنَّ الله أمر نبيَّه أن يسبِّح مخلوقًا، ونقل عن إسحاق بن راهَوَيْهِ عن الجَهْميَّة أنَّ جَهْمًا قال: لو قلت: إنَّ لله تسعةً وتسعين اسمًا لعبدتَ تسعة وتسعين إلهًا، قال: فقلنا لهم: إنَّ الله أمر عباده أن يدعوه بأسمائه فقال: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف:180]، والأسماء جمع، أقلُّه ثلاثة، ولا فرق في الزِّيادة على الواحد بين الثَّلاثة و[بين] التِّسعة والتِّسعين.
          قال الإمام أحمد في «كتاب السُّنَّة»: قالت الجَهْميَّة لمَنْ قال: إنَّ الله لم يزل بأسمائه وصفاته: قلتم بقول النَّصارى حيث جعلوا معه غيره، فأجابوا بأنَّا نقول: إنَّه واحد بأسمائه وصفاته، فلا نصفُ إلَّا واحدًا بصفاته كما قال تعالى: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا} [المدثر:11] وصفه بالوحدة مع أنَّه كان له لسان وعينان وأذنان وسمع وبصر، ولم يخرج بهذه الصِّفات عن كونه واحدًا، ولله المثل الأعلى. انتهى مِنَ «الفتح».
          والأوجَهُ عندَ هذا العبدِ الضَّعيفِ: أنَّ الإمام البخاريَّ أشار بهذا الباب إلى أنَّ لفظ: الله اسمُ ذاتٍ، والباقي أسماء صفات. انتهى.


[1] في (المطبوع): ((أن)).