الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب قول الله تعالى {وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم}

          ░41▒ (باب: قَولِه تَعَالَى: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ} إلى آخره [فصلت:22])
          قال صاحب «التَّوضيح»: غرض البخاريِّ في الباب الثَّاني(1) إثبات السَّمع لله تعالى. انتهى.كذا في هامش «النُّسخة الهنديَّة».
          قلت: وعلى هذا تكون التَّرجمة مكرَّرة، فإنَّ هذه الصِّفة قد تقدَّمت في الباب التَّاسع، ولذا ردَّ عليه الحافظ إذ حكى هذا الوجه عن ابن بطَّالٍ، ثمَّ قالَ: وقد تقدَّم في أوائل التَّوحيد في قوله: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النِّساء:134]، والَّذِي أقول: إنَّ غرضه في هذا الباب إثبات ما ذهب إليه أنَّ الله يتكلَّم متى شاء. انتهى.
          وفي «تقرير شيخ الهند»: أشار المؤلِّف في هذا الباب إلى ردِّ فريق مِنْ أهل السُّنَّة أنَّ الإرادة خلق العبد، ليس فيه دخل لله تبارك وتعالى، وإنَّما ألجأ إليه فريق منهم بما أورد عليهم، لأنَّ العبد ليس له الاختيار، بل هو مجبور محضٌ، فكيف العقاب والعذاب. انتهى.
          وقالَ الكَرْمانيُّ: قيل: المقصود مِنَ الباب إثبات علم الله تعالى / والسَّمع، وإبطال القياس الفاسد في تشبيهه بالخلق مِنْ سماع الجهر وعدم سماع السِّرِّ، وإثبات القياس الصَّحيح حيث شبَّه السِّرَّ بالجهر لعلَّة أنَّ الكلَّ بالنِّسبة إليه [تعالى] سواء. انتهى مِنْ «هامش اللَّامع».


[1] قوله: ((الثاني)) ليس في (المطبوع).