الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب قول الله تعالى: {لا تحرك به لسانك}

          ░43▒ (باب: قَولِ الله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ} إلى آخره [القيامة:16])
          كتبَ الشَّيخ في «اللَّامع»: يعني بذلك إثبات أنَّ للمرء أفعالًا، وليس هو بمجبور محضٍ، وأنَّ لله تعالى أفعالًا، والرِّوايات مصرِّحة بهذين المعنيين بحيث لا يفتقر إلى بيان. انتهى.
          وفي «هامش(1)» ما أفاده الشَّيخ قُدِّس سرُّه واضح، وفي «تراجم شيخ المشايخ الشاه وليِّ الله الدِّهْلويِّ»: (باب: قوله: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ} إلى آخره، فالقرآن يتحرَّك به شفتاه، وتأويله ذلك كتأويل قوله صلعم، فكما أنَّ الله تعالى بتحرك(2) العبد شفتيه لا يدخله الحدوث، فكذلك القرآن. انتهى.
          وفي «تقرير شيخ الهند ⌂»: أشار المؤلِّف بهذا الباب إلى أنَّ حروف القرآن حادثة، لأنَّ هذا التَّحريك بالقرآن هو فعلُ العبد، وما يلزم مِنَ التَّحريك هو الصَّوت، وما يظهر مِنَ الصَّوت هو الحرف، فظاهر أنَّ الحرف يكون حادثًا أيضًا، ولم يصرِّح به لئلَّا يُعترض عليه بكونه معتزليًا قائلًا بحدوث القرآن، ومع هذا اتَّهمه النَّاس بالاعتزال في خلق القرآن. انتهى.
          قالَ الحافظُ: قالَ ابنُ بطَّالٍ: غرضه في هذا الباب أنَّ تحريك اللِّسان والشَّفتين بقراءة القرآن عملٌ له يؤجر عليه.
          قالَ الحافظُ: والَّذِي يظهر أنَّ مراد البخاريِّ بهذين الحديثين الموصول والمعلَّق الرَّدُّ على مَنْ زعم أنَّ قراءة القارئ قديمة، فأبان أنَّ حركة لسان القارئ بالقرآن مِنْ فعل القارئ، بخلاف المقروء فإنَّه كلام الله القديم، كما أنَّ حركة لسان ذاكر الله حادثة مِنْ فعله، والمذكور وهو الله سبحانه وتعالى قديم، وإلى ذلك أشار بالتَّراجم الَّتي تأتي بعد هذا. انتهى.
          وقالَ الكَرْمانيُّ: والمقصود مِنَ الباب بيان كيفيَّة تلقي النَّبيِّ صلعم كلام الله تعالى مِنْ جبريل. انتهى كلُّه مِنْ «هامش اللَّامع».


[1] في (المطبوع): ((هامشه)).
[2] في (المطبوع): ((بتحريك)).