الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب من ناجى بين يدي الناس ومن لم يخبر بسر صاحبه

          ░43▒ (باب: مَنْ نَاجَى بَيْنَ يَدَيِ النَّاس...) إلى آخره
          قالَ العلَّامةُ العينيُّ في شرح ترجمة الباب قوله(1): (وَمَنْ / لَمْ يُخْبِر) أي: في بيان مَنْ لم يخبر بسرِّ صاحبه في حياة صاحبه... إلى آخره.
          والحاصل: أنَّ هذه التَّرجمة مشتملة على شيئين لم يوضح الحكم فيهما اكتفاءً بما في الحديث، أمَّا الأوَّل فحكمه جواز مساررة الواحد بحضرة الجماعة، وليس ذلك مِنْ نهيه عن مناجاة الاثنين دون الواحد لأنَّ المعنى الَّذِي يخاف مِنْ تركِ الواحد لا يخاف مِنْ تركِ الجماعة، وذلك أنَّ الوَاحِدَ إذا سارُّوا دُوْنَه وقع بنفسه أنَّهما يتَكَلَّمَان فيه بالسُّوء، ولا يتَّفق ذلك في الجماعة. وأمَّا الثَّاني فحكمه أنَّه لا ينبغي إفشاء السِّرِّ إذا كانت فيه مضرَّة على المسِرِّ... إلى آخر ما ذكر، ثمَّ قالَ: وهذا حاصل معنى التَّرجمة المذكورة، وبه يتَّضح أيضًا معنى الحديث. انتهى.
          والأوجَهُ عندَ هذا العبدِ الضَّعيفِ: أنَّ الغرض مِنَ الجزء الأوَّل مِنْ جزأي التَّرجمة بيانُ أنَّ النَّجوى والمساررة بواحد إذا كان بمحضر مِنَ الجماعة فلا ينافي إكرامهم، وليست هذه التَّرجمة مِنْ قَبيل مناجاة الاثنين دون الواحد كما ذكره العينيُّ، وحكاه الحافظ أيضًا عن ابن بطَّالٍ، وذلك لأنَّ ما ذكره الشُّرَّاح هاهنا في بيان الغرض سيأتي مستقلًّا بعد ثلاثة أبواب، وهو قوله: (باب: إذا كانوا أكثر مِنْ ثلاثة فلا بأس بالمساررة...) إلى آخره، فتأمَّل، فإنَّه لطيف.


[1] قوله: ((قوله)) ليس في (المطبوع).