الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب من أجاب بلبيك وسعديك

          ░30▒ (باب: من أَجَابَ بلَبَّيْك وسَعْدَيْك)
          قالَ العلَّامةُ الكرماني: قالَ ابنُ بطَّالٍ معنى (لبَّيك) أنا مقيم على طاعتك، مِنْ قولِهم: لَبَّ فلانٌ بالمكان إذا أقام به، وقيل معناه: إجابة بعد إجابة، ومعنى (سعديك) إسعادًا لك بعد إسعاد. انتهى.
          قالَ العلَّامةُ العينيُّ: وهذا مِنَ المصادر الَّتي حُذف فعلُها لكونه وقع مثنًّى، وذلك يوجب حذف فعلِه قياسًا لأنَّهم لمَّا ثنَّوه صار كأنَّهم ذكروه مرَّتين فكأنَّه قال: لبًّا لبًّا، وأمَّا (سَعديك) فمعناه [في] العبادة: أنا متَّبِعٌ أمرَك غيرُ مخالف لك فأسعدني على متابعته(1) إسعادًا بعد إسعاد، وأمَّا في إجابة المخلوق فمعناه: أُسعِدك إسعادًا بعد إسعاد، أي: مرَّة بعد أخرى. انتهى.
          وسكت الشُّرَّاح عن غرض التَّرجمة، ولعلَّ الغرض منه الرَّدُّ لِما حُكي عن مالك مِنْ كراهة ذلك كما في «الشَّرح الكبير»، وأوَّلَه بأنَّ مراده استعمال تلبية الحجِّ لا مطلق لبَّيك، وترجم الإمام أبو داود في «سننه» على هذا المعنى بقوله: باب: الرَّجل ينادي الرَّجلَ فيقول: لبَّيك.


[1] في (المطبوع): ((متابعتك)).