الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب: كيف يكتب الكتاب إلى أهل الكتاب؟

          ░24▒ (باب: كَيْفَ يُكْتَبُ إلَى أَهْلِ الكِتَاب؟)
          قالَ العينيُّ: أي: هذا باب في بيان كيفيَّة الكتاب إلى أهل الكتاب، ثمَّ قالَ تحتَ حديثِ الباب: مطابقة التَّرجمة(1) في قوله: (بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، مِنْ محمَّد [بن] عبد الله...) إلى آخره، فإنَّ فيه إعلامًا كيف يكتب إلى أهل الكتاب، انتهى.
          وقالَ الحافظُ: ذكر فيه طرفًا مِنْ حديث أبي سفيان في قصَّة هِرَقْلَ وهو واضح فيما ترجم له، قالَ ابنُ بطَّالٍ: فيه جواز كتابة بسم الله الرَّحمن الرحيم إلى أهل الكتاب، وتقديم اسم الكاتب على المكتوب إليه، قال: وفيه حجَّة لِمَنْ أجاز مكاتبة أهل الكتاب بالسَّلام عند الحاجة. انتهى.
          ثمَّ تعقَّب عليه الحافظُ وكذا القَسْطَلَّانيُّ إذ قال: لا يصحُّ الاستدلال بذلك، ذلك لأنَّه لم يسلِّم فليس هو ممَّن اتَّبع الهدى فهو سلامٌ مقيَّد. انتهى مختصرًا.
          والأوجَهُ عندي: أنَّ الإمام البخاريَّ أشار بهذه التَّرجمة / إلى هذا بأن يكتب إليهم: السَّلام على مَنِ اتَّبع الهدى، لا بلفظه المعروف بلفظ الخِطاب: السَّلام عليكم، قالَ القاريُّ في «المرقاة» في شرح حديث هِرَقْل: قالَ النَّوويُّ: وفي هذا الكتاب جُمَلٌ مِنَ القواعد وأنواع مِنَ الفوائد، منها قوله: (سلامٌ على مَنِ اتَّبَع الهدى) فيه دليل لمذهب الشَّافعيِّ وجمهور أصحابه أنَّ الكافر لا يُبْدأ بالسَّلام، قالَ القاريُّ: ما أظنُّ فيه خلافًا. انتهى.


[1] في (المطبوع): ((مطابقته بالترجمة)).