الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب القائلة في المسجد

          ░40▒ (باب: القَائِلَة فِي المَسْجِد)
          قالَ الحافظُ تحتَ حديثِ الباب: قال المهلَّب: فيه جواز النَّوم في المسجد مِنْ غير ضرورة إلى ذلك، وعكسه غيره، وهو الَّذِي يظهر مِنْ سياق القصَّة. انتهى.
          قلت: والمسألة خلافيَّة تقدَّمت المذاهب فيها في أبواب المساجد، فقد ترجم المصنِّف هناك: (باب: نوم الرِّجال في المسجد) وجملة المذاهب فيه ما قالَ النَّوويُّ في «شرح مسلم»: يجوز النَّوم عندنا في المسجد، نصَّ عليه الشَّافعيُّ ⌂ في «الأمِّ»، قالَ ابنُ المنذر: رَخَّص في النَّوم في المسجد ابنُ المسيِّب والحسنُ وعطاءٌ والشَّافعيُّ.
          وقالَ ابنُ عبَّاسٍ: لا تتَّخذوه مرقدًا، ورُوي عنه أنَّه قال: إن كنت تنام فيه للصَّلاة فلا بأس، وقالَ الأَوزاعيُّ: يُكرَه النَّوم في المسجد، وقالَ مالكٌ: لا بأس بذلك للغُرَباء، ولا أرى ذلك للحاضر، ثمَّ ذكر قول أحمد مثل قول مالك. وأمَّا عندنا الحنفيَّة فقد عدَّ صاحب «الدُّرِّ المختار» فيمَا يُكرَه في المسجد النومَ لغير المعتكف.