الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب من قام من مجلسه أو بيته ولم يستأذن أصحابه

          ░33▒ (باب: مَنْ قَامَ مِنْ مَجْلِسِه أَوْ بَيْتِه...) إلى آخره
          لم يتعرَّض الشُّرَّاح عن غرض التَّرجمة، وكذا لشرح التَّرجمة إلَّا العلَّامةَ العينيَّ فإنَّه قد شرح ألفاظ التَّرجمة إذ قال: أي: هذا باب يُذكر فيه مَنْ قام مِنْ مجلسه وكان عنده ناسٌ أطالوا الجلوس عنده فاسْتَحْيَا أَنْ يَقُولَ لَهُم: قوموا، وهو معنى (لم يستأذن أصحابه) وقوله: (أو تَهَيَّأ) أي: تجهَّزَ للقِيَام حَتَّى يُري مَنْ عنده أنَّه / يُرِيد القيام ليقوموا معه، وهذه التَّرجمة مسبوكة مِنْ معنى حديث الباب. انتهى.
          وقالَ العلَّامةُ القَسْطَلَّانيُّ تحتَ حديثِ الباب: وفيه أنَّه لا يَنْبَغِي لأحَدٍ أنْ يُطِيلَ الجُلُوس بعد قضاء حاجته الَّتي دخل لها، ولصاحب الدَّار أنْ يُظْهِر له أنْ يَقُومَ مِنْ عِنْدِه ويُظْهِر التَّثَاقُل به. انتهى.
          وأمَّا الغرض مِنَ التَّرجمةِ: فما يخطر بالبال_والله أعلم بحقيقة الحال_ أنَّ الإمام البخاريَّ أشار بهذه التَّرجمة إلى جواز ما ذكره في التَّرجمة لئلَّا يُتَوَهَّم أنَّ هذا القيامَ مِنْ غير استئذانٍ وإظهارَ التَّثَاقُل عند الضَّيف ينافي ما ورد مِنْ قولِه صلعم: ((إِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا)) وأمثال هذا الحديث الواردة في مَكَارِم أَخْلَاقه صلعم، وذلك لأنَّ التَّنبيه على سُوء صنيع الضَّيف لا يُنَافي مكارم الأخلاق الَّذِي بُعث صلعم لأجل تكميلها وتتميمها.