التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلًا تخرج من سفح هذا الجبل

          4971- قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه حمَّاد بن أسامة، و(الأَعْمَشُ): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه سليمان بن مِهران.
          قوله: (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}[الشعراء:214]): هذا مرسل صَحابيٍّ، قال شيخنا هنا عن الداوديِّ: إنَّ ابن عبَّاس لم يُخلَق يومئذٍ، قال شيخنا: (وهو لائح)، وقال في (سورة الشُّعَراء): (إنَّه كان صغيرًا).
          قوله: ({وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} ▬وَرَهْطَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ↨): كذا فيه، وظاهرُ هذا أنَّ ▬وَرَهْطَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ↨ قرآنٌ، ولكنَّه الآن ليس في المصحف، فهو شاذٌّ، وقد قال الشيخ محيي الدين النَّوويُّ في «شرح مسلم»: (وظاهر هذه العبارة: أنَّ قوله: ▬وَرَهْطَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ↨ كان قرآنًا، ثُمَّ نسخت تلاوته، ولم تقع هذه الزيادة في روايات «البُخاريِّ»)، انتهى، وهذه قد وقعت هنا؛ فاعلمه، ثُمَّ إنِّي رأيت في هامش نسخة صحيحة ما لفظه: (وأمَّا زيادة قوله: ▬وَرَهْطَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ↨؛ فإنَّها هكذا في قراءة عبد الله بن عبَّاس، ذكره الإسماعيليُّ)، انتهى.
          قوله: (حَتَّى صَعِدَ الصَّفَا): تَقَدَّم أنَّ (صعِد) في الماضي بكسر العين، وفي المستقبل بفتحها، وهذا معروفٌ [خ¦456].
          قوله: (فَهَتَفَ): تَقَدَّم أنَّ معناه: صاح [خ¦4039]، وتَقَدَّم الكلام على (يَا صَبَاحَاهْ) [خ¦56/166-4756].
          قوله: (فَقَالَ(1) أَبُو لَهَبٍ): تَقَدَّم أنَّ اسم أبي لهب عبدُ العُزَّى، وتَقَدَّم متى هلك، في (سورة الشعراء) [خ¦4770]، قيل: الحكمة في عدول البارئ تعالى عن اسمه إلى كنيته حين ذكره في القرآن بالكنية: لكون اسمِه عبد العزَّى، وقيل: لمناسبة حاله بالنار، وقيل غير ذلك، وفي «مستدرك الحاكم»: أنَّه كان له ولد اسمه لهب.
          قوله: (▬وَقَدْ تَبَّ↨...) إلى آخرها: هذه قراءةٌ شاذَّة، قرأ بها الأعمش كما هنا، قال الإمام السُّهيليُّ في حديث الصحيفة التي كتبتها قريش: (هكذا قرأ مجاهد والأعمش، وهي _والله أعلم_ قراءة مأخوذة عن ابن مسعود؛ لأنَّ في قراءة ابن مسعود ألفاظًا كثيرةً تُعِين على التفسير، قال مجاهد: لو كنت قرأت قراءة ابن مسعود قبل أن أسأل ابنَ عبَّاس؛ ما احتجت أن أسأله عن كثير ممَّا سألته، وكذلك زيادة ▬قد↨ في هذه الآية فسَّرت أنَّه خبر من الله وأنَّ(2) الكلام ليس على الدعاء... إلى آخر كلامه)، وقد جزم الزمخشريُّ في «تفسيره» وكذا الإمام شهاب الدين السمين في «إعرابه»: بأنَّها قراءة عبد الله بن مسعود، والله أعلم.


[1] كذا في (أ)، ورواية «اليونينيَّة» و(ق): (قال)؛ بغير فاء.
[2] زيد في (أ): (كان)، ولا يستقيم بها الكلام، وليست في مصدره.