التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: ألا رجل يضيف هذه الليلة يرحمه الله

          4889- قوله: (حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ): هو بفتح الكاف، وكسر المثلَّثة، و(أَبُو أُسَامَةَ) بعده: حمَّاد بن أسامة، و(فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ): بضمِّ الفاء، وفتح الضَّاد، و(أَبُو حَازِمٍ الأَشْجَعِيُّ): بالحاء المهملة، سلمان، تَقَدَّم مِرارًا، وهو مشهور الترجمة.
          قوله: (أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صلعم): هذا الرجل: قال شيخنا عن الواحديِّ: إنَّه من أهل الصُّفَّة، ثُمَّ قال: (وفي «الأوسط» للطبرانيِّ: أنَّه أبو هريرة، وفي «أحكام القاضي إسماعيل»: «أنَّ رجلًا من المسلمين مكث ثلاثة أيام لا يجد ما يفطر عليه حتَّى فطن له رجل من الأنصار يقال له: ثابت بن قيس...»؛ الحديث، وبه جزم ابن التِّين)، انتهى، وقال شيخنا أيضًا في (كتاب الأطعمة): (ويقدِّم ضيفه على عياله كما فعل أبو طلحة وأم سُلَيم بأبي هريرة، كما ذكره الطبرانيُّ في «أوسطه»)، انتهى، وقد قدَّمتُ ذلك كلَّه [خ¦3798].
          قوله: (أَصَابَنِي الْجَهْدُ): تَقَدَّم أنَّه بفتح الجيم: المشقَّة [خ¦3998].
          قوله: (أَلَا رَجُلٌ): (ألَا): بفتح الهمزة، وتخفيف اللَّام.
          قوله: (فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ): هذا الرجل: قال الخطيب البغداديُّ: (الأنصاريُّ: ثابت بن قيس بن شَمَّاس، وقيل: أبو طلحة، قال: ولا أُراه أبا طلحة زيد بن سهل، بل آخرَ يُكنى أبا طلحة)، انتهى، وفي «مبهمات ابن بشكوال»: هو أبو طلحة زيد بن سهل، وساق له شاهدًا من «مسلم»، انتهى، والذي في «مسلم»: (أبو طلحة) فقط من غير تسميةٍ ولا نسبٍ لأبيه، وقد تَقَدَّم كلام الخطيب، قال ابن بشكوال: (وقيل: ثابت بن قيس بن شَمَّاس، وساق له شاهدًا، وقيل: عبد الله بن رواحة، حكاه يحيى بن مُزين في «تأليفه»)، انتهى، وقال شيخنا: (وعند المهدويِّ: نَزَلَتْ في أبي المتوكِّل، وأنَّ الضيف: ثابت بن قيس بن شَمَّاس، عكس ما سلف، قال شيخنا: وَهِمَ ابن عسكر فقال: أبو المتوكِّل هذا هو الناجيُّ؛ لأنَّه تابعيٌّ إجماعًا)، وقد تَقَدَّم ما قاله شيخنا قريبًا في الضيف مع من ضيَّفه، وقد تَقَدَّم.
          قوله: (فَقَالَ لاِمْرَأَتِهِ): إن كان هذا الرجل أبا طلحة زيد بن سهل _كما قاله ابن بشكوال ونفاه الخطيب_ فامرأته أمُّ سليم، كما تَقَدَّم كلام شيخنا، وإن كان غيره؛ فلا أعرف امرأته ولا هو، وإن كان ثابتَ بن قيس بن شَمَّاس؛ فقد تزوَّج في حياته ◙ بنسوةٍ، وإن كان عبد الله بن رواحة؛ فلا أعرف اسم امرأته، والله أعلم.
          قوله: (ضَيْفُ رَسُولِ اللهِ صلعم): (ضيفُ) في أصلنا: مرفوع؛ أي: هذا ضيفُ، والله أعلم، ويجوز نصبه على تقدير: أكرمي أو نحوه. /
          قوله: (فَأَطْفِئِي): هو بفتح الهمزة؛ لأنَّه رُباعيٌّ مهموز الآخِرِ.
          قوله: (عَجِبَ اللهُ أَوْ ضَحِكَ اللهُ): تَقَدَّم الكلام على (عَجِبَ الله)؛ ومعنى (عَجِب): أي: عظم عنده ذلك، وقيل: عظم جزاء ذلك، فسمَّى الجزاء عجبًا، وقد قدَّمتُ ذلك بأطول من هذا [خ¦3010]، وأمَّا (ضَحِكَ الله)؛ فطريقه وطريق الأحاديث مثله الإيمان بها من غير تكييف، ولا تمثيل، ولا تأويل، وتسليمها إلى عالمها، أو تأويلها بما يليق بجلاله، وهما قولان؛ للسلف الأوَّل، وللخلف الثاني، والله أعلم.