التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: أفلا أحب أن أكون عبدًا شكورًا

          4837- قوله: (أَخْبَرَنَا حَيْوَةُ): تَقَدَّم أنَّه بفتح الحاء المهملة، ثُمَّ مثنَّاة تحت ساكنة، ثُمَّ واو مفتوحة، ثُمَّ تاء، وهو ابن شريح، تَقَدَّم، و(أَبُو الأَسْوَدِ) بعده: هو محمَّد بن عبد الرَّحمن بن نوفل، يتيم عروة.
          قوله: (لِمَ تَصْنَعُ هَذَا؟): (لِمَ): بفتح الميم، استفهاميَّة، (تَصْنعُ): مرفوعٌ، وهذا ظاهرٌ، وهو بفتح أوَّله، وإسكان الصاد المهملة.
          قوله: (فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ؛ صَلَّى جَالِسًا): قال شيخنا: (أنكر الداوديُّ قولَه: «فلمَّا كثر لحمه؛ صلَّى جالسًا»، وقال: إنَّما في الحديث: «فلمَّا بدَّن» يعني: كبر، وهذا في رسم الخطِّ يقع على أخذ اللحم وعلى الكبر، فرواه بعضهم على ما يحتمل من التأويل، ونقل غيره: «لمَّا كبر وسمن»، مثل ما هنا، ومِن صفاته: أنَّه لمَّا كبر؛ سمن، قال ابن الجوزيِّ: لم يصفه أحد بالسِّمَن أصلًا، ولقد مات وما شبع من خبز الخمير في يوم مرَّتين، وأحسب أنَّ بعض الرواة روى قولها: «لمَّا بدَّن» ظنَّه: كثر لحمه، فإنَّ قومًا ظنُّوا ذلك، وليس كذلك؛ فإنَّ أبا عبيد قال: «بدَّن الرجل تبدينًا؛ إذا أسنَّ»، فيحتمل أن يكون المعنى: لمَّا ثقل عليه حمل لحمه وإن كان قليلًا؛ لأنَّه طعن في السنِّ)، انتهى.
          وقال في «المطالع»: («فلمَّا بَدُن»، ورُوِيَ: «بَدَّن»، وأنكر ابن دريد وغيرُ واحدٍ ضمَّ الدال؛ لأنَّ معناه: عظم بطنه، وكثر لحمه، قالوا: ولم تكن هذه صفته صلعم، قالوا: والصواب: بدَّن؛ أي: أسنَّ وثقل من السِّنِّ، وفي حديث عائشة ♦ ما يُصحِّح الروايتين، وذلك قولها: «فلمَّا أسنَّ وأخذ اللحم»، فجمَعَتْ بين السنِّ وأخذ اللحم، ورُوِيَ عنها: «فلمَّا كبر»، و«حتى إذا كَبِر»، وفي حديث آخر: «وكان معتدل الخَلْق، وبدَّن آخر زمانه صلعم»).