التلقيح لفهم قارئ الصحيح

[غريب آيات سورة ص]

          قوله: (الْقِطُّ: الصَّحِيفَةُ): هو ههنا صحيفة الحسنات، وقال بُعَيد هذا: ({قِطَّنَا}: عَذَابَنَا)، قال الجوهريُّ: (القطُّ: الكتاب، والصَّكُّ بالجائزة)، وأنشد بيتًا للأعشى، ثُمَّ قال: (ومنه قوله ╡: {عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ}[ص:16])، قال ابن عبد السلام في قوله تعالى: {عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا}: (حظَّنا مِنَ الجنَّة أو مِنَ العذاب، قاله النضر، أو كتابنا الموعودَ في الآخرة، على الاستهزاء، والقِطُّ: كتابٌ بالجوائز).
          قوله: ({فُوَاقٍ}: رُجُوعٍ): {فُوَاقٍ}؛ بضمِّ الفاء: قراءة حمزة والكسائيِّ، والباقون قرؤوا بفتحها، والفتح والضمُّ لغتان، ويقال: الفتح: رجوع أو إفاقة(1)؛ كـ(جواب) من إجابة، وبضمِّها: تأخير أو انتظارٌ قَدْرَ فُوَاق؛ وهو ما بين الحلبتَين؛ لرجوع اللَّبن من جانبَي الضرع.
          قوله: ({أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا}: أَحَطْنَا بِهِمْ) قال الدِّمْياطيُّ: (لعلَّه: أخطأناهم، وحُذِف مع ذلك القولُ الذي هذا تفسيره؛ وهو: {أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ}[ص:63])، انتهى، وقد أخذ هذا مِنِ ابن قُرقُول، أو مِن أصله، ولفظ «المطالع»: («أحطنا بهم»: كذا هو في جميع النسخ، وفيه _لا شكَّ(2)_ تغيير، وصوابه _والله أعلم_: أخطأناهم، يدلُّ عليه قوله: {أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ})، انتهى، لكنَّ عبارة الدِّمْياطيِّ أصرحُ في المقصود.
          قوله: ({أَتْرَابٌ}: أَمْثَالٌ): (الأتراب): جمع (تِرْب)؛ بكسر المثنَّاة فوق، وإسكان الراء، وبالموحَّدة، وهو اللِّدَة؛ أي: على سنٍّ واحد.


[1] في (أ): (إقامة)، ولعلَّ المثبت هو الصواب.
[2] زيد في (أ) مستدركةً: (أنَّه)، ولعلَّ حذفها هو الصواب موافقة لمصدره.