التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها

          4701- قوله: (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ): تَقَدَّم أعلاه، وكذا (سُفْيَانُ)، و(عَمْرٌو)، و(أَبُو هُرَيْرَة): عبد الرَّحمن بن صخر، على الأصحِّ مِن نحو ثلاثين قولًا.
          قوله: (خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ): هو في أصلنا بضمِّ الخاء، قال ابن قُرقُول: (بكسر الخاء، وضبطه الأصيليُّ بضمِّها، فيحتملُ أن يكونا(1) مصدرَين؛ كالوِجدان والكُفران، وهو التذلُّل، وقد يكون بالضمِّ صفةً للملائكة، وحالًا منهم، وجوَّز بعضُهم فيه الفتحَ، والخضوعُ: الرِّضا بالذلِّ، يقال: خضع هو، وخضعْتُه، متعدٍّ ولازمٌ)، انتهى لفظه، وقال بعضُهم: (ورُوِيَ بكسر الخاء).
          قوله: (عَلَى صَفْوَانٍ، قَالَ عَلِيٌّ: وَقَالَ غَيْرُهُ: صَفَوَانٍ): الأولى: بإسكان الفاء، والثانية: بالفتح، كذا في أصلنا، وقوله: (قال عليٌّ): هو عليُّ بن عبد الله المدينيُّ: (وقال غيرُه)؛ أي: غيرُ سفيان؛ يعني: شَيخَه، والله أعلم، وقد ذكرتُ لكَ أنَّ الثانية بالفتح، وعليها: (صح)، وتُجاهها (صفْوان)؛ مسكَّنة الفاء، وعليها علامةُ نسخة الدِّمْياطيِّ، فإذن: اللَّفظتانِ بإسكان الفاء عند الدِّمْياطيِّ، وهذا الذي أعرفه، ولا أعرف الفتح لغةً، و(الصَّفوان): الحجرُ الأملسُ، وقيل: هو جمعٌ، واحده: صفوانة، قال ابن قُرقُول: (ساكنة الفاء، وفي «التوحيد»: «وَقَالَ غَيْرُهُ: صَفَوَانٍ يَنْفُذُهُمْ» [خ¦7481]؛ بفتح الفاء، وقد أتى(2) أنَّ ذلك هو موضع الاختلاف، ولا يُعلَم فيه الفتحُ، والخلافُ إنَّما هو في زيادة قوله: «ينفُذُهم»، بدليل أنَّ النسفيَّ لم يذكر(3) في قول غيره: «صفوان» جملةً، وإنَّما قال: «وقال غيرُه: ينفذهم ذلك»)، انتهى، وهذا يؤيِّد ما في نسخة الدِّمْياطيِّ، وهو الذي أعرفه، والله أعلم.
          قوله: (وَقَالَ غَيْرُهُ: يَنْفُذُهُمْ): قال بعض حُفَّاظ مِصْرَ كما سيأتي قريبًا: (وأمَّا الغير الأوَّل المبهم؛ فما عرفتُ مَن هو)، انتهى، والظاهرُ أنَّه أراد هذا، لا الأوَّل في قوله: {كِتَابٌ مَّعْلُومٌ}[الحجر:4]، والله أعلم.
          قوله: (يَنْفُذُهُمْ): هو بفتح أوَّله، وضمِّ الفاء، وبالذال المعجمة، ثُلاثيٌّ، وهذا ظاهرٌ.
          قوله: (نَصَبَهَا بَعْضَهَا فَوْقَ بَعْضٍ): (بعضَها): بالنصب، ويجوز فيه الرفعُ، وهذا ظاهرٌ.
          قوله: (فَيُحْرِقَهُ): هو مضموم الأوَّل، وبالحاء المهملة، رُباعيٌّ، وهذا ظاهرٌ.
          قوله: (فَتُلْقَى): هو بضمِّ أوَّله، وفتح القاف، مَبنيٌّ لِما لم يُسَمَّ فاعِلُهُ.
          قوله: (فيُصَدَّقُ(4)): هو بضمِّ أوَّله، وفتح الدال المشدَّد، مَبنيٌّ لِما لم يُسَمَّ فاعِلُهُ.
          قوله: (حَدَّثَنَا عَلِيٌّ): تَقَدَّم أنَّه ابن عبد الله، ابن المدينيِّ، وفي أصلنا هنا هو منسوب إلى أبيه فقط، و(سُفْيَانُ) بعده: هو ابن عُيَينة، و(عَمْرٌو): هو ابن دينار.
          قوله: (وَزَادَ: الْكَاهِنِ): تَقَدَّم الكلام على (الكاهن) [خ¦2282]، وهو هنا مجرور؛ أي: زاد بعد قوله: (على فم الساحرِ): (والكاهنِ)؛ أي: وعلى فمِ الكاهنِ.
          قوله: (وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ): قائل هذا هو عليُّ ابن المدينيِّ.
          قوله: (قُلْتُ لِسُفْيَانَ): القائل له هو ابن المدينيِّ عليُّ بن عبد الله، وهذا ظاهرٌ.
          قوله: (إِنَّ إِنْسَانًا رَوَى عَنْكَ): هذا الإنسان لا أعرفه بعينه، وقال بعض حُفَّاظ مِصْرَ مِنَ المعاصرين: (والإنسانُ المذكورُ هو الحميديُّ، وأشار عليٌّ بذلك إلى الرواية الشاذَّة التي قرأها الحسنُ في هذا الحرف: ▬إذا فُرِّغَ↨؛ بالراء، والغين المعجمة، وأمَّا «الغير» المُبهَم في الأوَّل؛ فما عرفت مَن هو).
          قوله: (أَنَّهُ قَرَأَ: ▬فُزِعَ↨(5)...) إلى أن قال: (قَالَ سُفْيَانُ: وَهيَ قِرَاءَتُنَا): اعلم أنَّ ابن عامر قرأ: {فُزِّعَ}[سبأ:23]؛ مبنيًّا للفاعل مشدَّدًا، وقرأ الباقون: مبنيًّا للمفعول، مشدَّدًا بهما، وقرأ الحسن: ▬فُزِعَ↨؛ مبنيًّا للمفعول مخفَّفًا؛ كقولك: ذُهِب بزيدٍ، وهذه التي قرأ بها سفيان كما في أصلنا، وقرأ أيضًا الحسنُ وقتادةُ ومجاهدٌ: ▬فَرَّغ↨؛ مشدَّدًا مبنيًّا للفاعل، مِنَ (الفراغ)، وعَنِ الحسن أيضًا تخفيف الراء، وعنه أيضًا وعَنِ ابن عُمرَ وقتادة: مشدَّد الراء مبنيًّا للمفعول، والفراغُ: الفناء؛ والمعنى: حتَّى إذا أفنى اللهُ الوَجَلَ، أو انتفى بنفسِهِ، أو نُفِيَ الوجلُ والخوفُ عن قلوبهم...، فلمَّا بُنِيَ للمفعول؛ قام الجارُّ مَقامه، وقرأ ابنُ مسعود وابنُ عمر: ▬افْرُنْقِعَ↨، مِنَ (الافْرِنْقاع)؛ وهو التفرُّق، وهذه القراءة مخالفةٌ للسَّواد(6)، ومع ذلك هي لفظةٌ غريبةٌ ثقيلةُ اللَّفظ، نصَّ أهلُ البيان عليها، ومثَّلوا بها، لخَّصته مِن كلام الإمام شهاب الدين السمين في «إعرابه»، والله أعلم.


[1] في (أ): (يكون)، ولعلَّ المثبت هو الصواب.
[2] كذا في (أ) تبعًا لمصدره، وفي «مشارق الأنوار» ░2/184▒: (ضبطه عن أبي ذرٍّ بفتح الفاء، ورأى أنَّ ذلك هو موضع الاختلاف).
[3] في (أ): (يذكره)، والمثبت من مصدره.
[4] كذا في (أ) و(ق)، وهي رواية أبي ذرٍّ، ورواية «اليونينيَّة»: (فيَصْدُقُ).
[5] كذا في (أ) و(ق)، وفي «اليونينيَّة»: ({فُزِّعَ}).
[6] في (أ): (للشواذِّ)، والمثبت من مصدره.