التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث زيد: أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة

          4679- [قوله](1): (الزُّهْرِيُّ): محمَّد بن مسلم ابن شهاب، و(ابْنُ السَّبَّاقِ): هو بفتح السين المهملة، وتشديد الموحَّدة، وفي آخره قاف، واسمه: عُبَيد بن السَّبَّاق المدنيُّ، عن زيد بن ثابت، وسهل بن حُنَيف، وجُوَيرية، وابن عبَّاس، وجماعةٍ، وعنه: ابنه سعيد، وابن شهاب، وآخرون، وثَّقه غيرُ واحد، أخرج له الجماعة، و(زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ): تَقَدَّم أنَّه كاتبُ الوحي، وقدَّمتُ مَن كتب له صلعم الوحيَ أوِ الرسائلَ في (كتاب الصلح) [خ¦2732].
          قوله: (مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ): تَقَدَّم قريبًا وبعيدًا أنَّها كانت في ربيع الأوَّل، سنة اثنتي عشرة، في خلافة الصِّدِّيق.
          قوله: (اسْتَحَرَّ): أي: كثر واشتدَّ.
          قوله: (لَأَرَى): (أَرى): بفتح الهمزة.
          قوله: (وَالأَكْتَافِ): هو جمع (كَتِف)؛ وهو العظم العريضُ يكون في أصل كتف الحيوان مِنَ الناس والدوابِّ، كانوا يكتبون فيه، لعلَّه الكاغَد عندهم.
          قوله: (وَالْعُسُبِ): هو بضمِّ العين والسِّين المُهْمَلَتَين، وبالموحَّدة، جمع (عَسِيب)؛ وهو مِنَ السَّعَف فوق الكَرَب ما لم ينبت عليه الخوصُ، وما ينبت عليه الخوصُ؛ فهو السَّعَفُ، وكانوا يكتبون فيه، لعلَّه الكاغَد عندهم.
          قوله: (مَعَ خُزَيْمَةَ الأَنْصَارِيِّ): سيأتي الخلافُ في الموجودِ معه آخرُ (سورة التوبة)، والصحيحُ: أنَّه أبو خزيمة، وأنَّ آية (الأحزاب) معَ خزيمة، وسيأتي الاختلافُ فيه في كلام البُخاريِّ عَقيب هذا، ويأتي أيضًا كلام الدِّمْياطيِّ، وأنَّ آية (التوبة) مع أبي خزيمة، وآية (الأحزاب) مع خزيمة قريبًا.
          قوله: (مَعَ أَحَدٍ غَيْرَِهُِ): يجوز جرُّ (غير)، ويجوز النصب.
          قوله: (تَابَعَهُ عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ وَاللَّيْثُ عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ): الضميرُ في (تابعه) يعودُ على (شعيب)، و(عثمانُ بنُ عُمرَ): هو عثمان بن عمر بن فارس العَبْديُّ البصريُّ، عن يونس بن يزيد، وابن جُرَيج، وطائفةٍ، وعنه: أحمد، والرماديُّ، والحارث بن أبي أسامة، وخلقٌ، وكان مِنَ الصالحين الثقات، تُوُفِّيَ في ربيع الأوَّل سنة ░209هـ▒، أخرج له الجماعة، له ترجمة في «الميزان»، و(اللَّيث): هو ابن سعد، أحدُ الأعلام والأجواد، تَقَدَّم مترجمًا [خ¦82]، ومِن جملة ترجمته أنَّ الشافعيَّ قال: (اللَّيثُ أفقهُ مِن مالكٍ، غيرَ أنَّ أصحابَه أضاعوه).
          ويعني: تابعاه على رواية ذلك عَنِ ابن شهاب في قوله: (خزيمة الأنصاريِّ)، ومتابعةُ اللَّيث عن يونس عَنِ ابن شهاب أخرجها البُخاريُّ في (فضائل القرآن) عن يحيى ابن بُكَير عَنِ اللَّيث به [خ¦4989]، ومتابعةُ عثمان بن عمر لم تكن في شيءٍ مِنَ الكُتُب السِّتَّة إلَّا ما هنا، قال شيخُنا: (أخرجها أبو بكر عبد الله بن سُليمان بن الأشعث، قال: «حدَّثنا محمَّد بن يحيى قال: حدَّثنا عثمان به»)، انتهى، وأبو بكر هذا: هو ابن أبي داود صاحبِ «السنن»، حافظٌ مشهورٌ.
          قوله: (وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، وَقَالَ: مَعَ أَبِي خُزَيْمَةَ): أمَّا (اللَّيث)؛ فقد تَقَدَّم أنَّه ابن سعد الإمامُ، وأمَّا (عبد الرَّحمن بن خالد)؛ فهو عبد الرَّحمن بن خالد بن مُسافر أمير مصر، عَنِ الزُّهريِّ، وعنه: مولاه اللَّيث، ويحيى بن أيوب، تُوُفِّيَ سنة ░127هـ▒، أخرج له البُخاريُّ في الأصول، ومسلمٌ في الشواهد، والتِّرْمِذيُّ، والنَّسائيُّ، قال النَّسائيُّ: (ليس به بأس)، وقال ابن يونس: (كان ثَبْتًا في الحديث)، وتعليقُ اللَّيث هذا لم أرَه في شيءٍ مِنَ الكُتُب السِّتَّة، ولم يخرِّجه شيخُنا.
          قوله: (وَقَالَ: مَعَ أَبِي خُزَيْمَةَ): قال الدِّمْياطيُّ: (أبو خزيمة بن أوس بن زيد بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غَنْم بن مالك بن النَّجَّار، شهد بدرًا وما بعدها، تُوُفِّيَ في خلافة عثمان، وليس له عَقْـِب، وأخوه أبو محمَّد مسعود بن أوس الذي كان يزعم أنَّ الوتر واجبٌ، شهد بدرًا وما بعدها، تُوُفِّيَ في خلافة عمر بن الخَطَّاب، وليس له عَقْـِب، وأبو خزيمة: هو صاحب هذه الآية، وأمَّا خزيمة بن ثابت بن الفاكه؛ فصاحب قوله: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا}[الأحزاب:23] / ) انتهى.
          تنبيهٌ: آيةُ (التوبة) وجدها زيد بن ثابت أيَّام الصِّدِّيق، وآيةُ (الأحزاب) وجدها أيَّام عثمان، كما صرَّح به بعض الحُفَّاظ في «مسنده» وغيره، والله أعلم.
          قوله: (وَقَالَ مُوسَى): هو ابن إسماعيل التَّبُوذَكيُّ، شيخُ البُخاريِّ، (عَنْ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ: مَعَ أَبِي خُزَيْمَةَ): هذا التعليقُ لم أرَه في شيءٍ مِنَ الكُتُب السِّتَّة إلَّا ما هنا، و(إبراهيم): هو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرَّحمن بن عوف الزُّهريُّ، لكن روى هذا التعليقَ _كما قال شيخُنا_ البُخاريُّ في (الأحكام) عن محمَّد بن عُبَيد الله أبي ثابت: حدَّثنا إبراهيم بن سعد عَنِ ابن شهاب به، انتهى، ولكن قال: (مع خزيمة أو أبي خزيمة) [خ¦7191]، والله أعلم، وليس هذا مرادَ البُخاريِّ.
          قوله: (وَتَابَعَهُ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ): يعني: عَنِ ابن شهاب به، فلم أجد هذه المتابعةَ في شيءٍ مِنَ الكُتُب السِّتَّة، وقال شيخُنا: (يريد المتابعةَ في «أبي خزيمة»، لكنَّ ابن أبي داود لمَّا ذكر حديثَ يعقوب هذا عن أبيه، عَنِ ابن شهاب، عَنِ ابن السَّبَّاق، عن زيد؛ قال في الحديث: «حتَّى [وجدت] آخرَ سورة التوبة مع خزيمة بن ثابت»)، انتهى.
          قوله: (وَقَالَ أَبُو ثَابِتٍ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ): هذا التعليقُ أخرجه البُخاريُّ في (الأحكام) عنه [خ¦7191]، وهو محمَّد بن عُبَيد الله، أبو ثابت المدينيُّ، يروي عن مالك وطائفةٍ، وعنه: البُخاريُّ، وأبو حاتم، وإسماعيل القاضي، انفرد البُخاريُّ بالإخراج له، وأخرج له النَّسائيُّ في «عمل اليوم والليلة»، قال أبو حاتم: (صدوقٌ)، والله أعلم.


[1] في (أ): (و)، ولعلَّ المثبت هو الأنسب.