التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم أحد

          4562- قوله: (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو يَعْقُوبَ): قال الدِّمْياطيُّ: (يُلقَّب بلؤلؤ، بغويٌّ، ابن عمِّ أحمدَ بنِ منيع بن عبد الرَّحمن البغويِّ أبي(1) جعفر الأصمِّ، مات إسحاق سنة ░259هـ▒ بعد البُخاريِّ بثلاث سنين، روى عنه: البُخاريُّ، ومات ابن عمِّه أحمدُ سنة ░244هـ▒، روى عنه: الأئمَّة السِّتَّة، وروى البُخاريُّ عن حسين عنه)، انتهى.
          فقوله: (روى عنه الأئمَّة السِّتَّة): المراد: الخمسة، فإنَّ البُخاريَّ لم يروِ عن أحمدَ بنِ منيع نفسِه، إنَّما أخرج عن واحد عنه، وهذا مراد الدِّمْياطيِّ، فإنَّ الأئمة الخمسةَ روَوا عنه، والبُخاريُّ عن واحد عنه، وقد يُؤخَذ ذلك مِن كلام الدِّمْياطيِّ مِن قوله بعد (السِّتَّة): (وروى البُخاريُّ عن حسين عنه)، والله أعلم.
          تنبيهٌ: الذين روى عنهم البُخاريُّ وروى مسلم عن واحدٍ عنهم: خمسة وثلاثون شيخًا، ومَن روى مسلمٌ عنه وروى البُخاريُّ عن واحدٍ عنه: سبعةُ أشخاصٍ: أحمد بن منيع المشارُ إليه، وداود بن رُشيد، وسُرَيج بن يونس، وسعيد بن منصور، وعبَّاد بن موسى، وهارون بن معروف، وعبيد الله بن معاذٍ العنبريُّ، والله أعلم.
          قوله: (حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ): هذا هو الحُسين بن محمَّد بن بهرام، أبو أحمد، المَرُّوذيُّ المؤدِّب، نزيل بغداد، عن ابن أبي ذئب، وإسرائيل، وشيبان، وجرير بن حازم، وطبقتِهم، وعنه: أحمد، وابن معين، وعبَّاس الدوريُّ، وخلقٌ، وثَّقه ابن سعد وغيرُه، وقد حدَّث عنه مِنَ القدماء ابن مهديٍّ، قال مُطيَّن: مات سنة أربع عشرة _وقال حنبل: سنة ثلاث عشرة_ ومئتين، أخرج له الجماعة، ذكره في «الميزان» لغلطٍ فيه لبعض الحفَّاظ، والله أعلم، و(شَيبَانُ): هو النَّحويُّ، ابن عبد الرَّحمن، تَقَدَّم، و(أَبُو طَلْحَةَ): زيد بن سهل النجاريُّ، تَقَدَّم مِرارًا.
          قوله: (غَشِيَنَا النُّعَاسُ): هو بفتح المثنَّاة تحت، والضميرُ مفعولٌ، و(النُّعاسُ): مرفوع فاعل، وهذا ظاهرٌ جدًّا.
          قوله: (فِي مَصَافِّنَا): هو بتشديد الفاء، وهذا ظاهرٌ أيضًا.


[1] في (أ): (أبو)، ولعلَّ المثبت هو الأصح.