التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث أنس: سمع عبد الله بن سلام بقدوم رسول الله

          4480- قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُنِيرٍ): هو بضمِّ الميم، وكسر النون، وإسكان المثنَّاة تحت، ثُمَّ راء، وهو اسمُ فاعلٍ مِن (أنار)، وقد تَقَدَّم، و(عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ) بعده: هو عبد الله بن بكر السهميُّ، أبو وهب، حافظٌ ثِقةٌ، تَقَدَّم، و(حُمَيْدٌ): هو الطويل، ابن تير، ويقال: تيرويه، تَقَدَّم، لا حُمَيد بن هلال، وقد قدَّمتُ الفرق بينهما مرارًا [خ¦49] [خ¦610]، و(عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ): تَقَدَّم مترجمًا في مناقبه [خ¦63/19-5708]، و(سلَام)؛ بتخفيف اللام.
          قوله: (يَخْتَرِفُ): هو بالخاء المعجمة، وفي آخره فاء؛ أي: يجني.
          قوله: (وَمَا يَنْزِعُ الْوَلَدَ): (ينزِع)؛ بكسر الزاي، و(الولدَ): منصوبٌ مفعولٌ، وهذا ظاهرٌ.
          قوله: (آنِفًا): تَقَدَّم أنَّه بالمدِّ والقصر؛ لغتان، وهما قراءتان في السبع؛ ومعناه: الآن والساعة.
          قوله: (ذَاكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ): قال شيخُنا: (الذي قال هذا: هو عبد الله بن صوريا)، كذا قال، وفي (بدء الخلق) في (باب ذكر الملائكة) قال: (قائلُه عبدُ الله بنُ سلَام)، انتهى، وكأنَّهما قالاه، قال شيخُنا: (وحكى الطبريُّ خلافًا في سببه ليس هذا موضعَه، وقيل: سببها أن قالوا: إنَّ جبريل يطلعه على أسرارنا، وأنَّهم قالوا: أُمِر أن يجعل النبوَّة فينا، فجعلها في غيرنا، لعنهم الله)، انتهى.
          قوله: (فَزِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ): زيادة الكبد وزائدته: هي القطعة المنفردة المتعلِّقة مِنَ الكبد، وهي أطيبُه، وقد تَقَدَّمتْ، قال الإمام السُّهَيليُّ في «روضه»: (وفي «الصحيحين»: ذكر أكل أهل الجنَّة مِن كبد الحوت أوَّلَ ما يأكلون، قال: ثُمَّ يُنحَر لهم ثور الجنَّة [خ¦6520]، وفي هذا الحديث مِن باب التفكُّر والاعتبار: أنَّ الحوت لمَّا كان عليه قرار هذه الأرض، وهو حيوان سابح؛ ليستشعر أهل هذه الدار أنَّهم في منزل قُلعة، وليست بدار قرار؛ فإذا نُحِر لهم قبل أن يدخلوا الجنة، فأكلوا مِن كبده؛ كان في ذلك إشعارٌ لهم بالراحة مِن دار الزوال، وأنَّهم قد صاروا إلى دار القرار؛ كما يُذبَح لهم الكبش الأملح على الصراط؛ وهو صورة الموت؛ ليستشعروا أن لا موت، وأمَّا الثور؛ فهو آلة الحرث، وأهل الدُّنيا لا يخلون مِن أحد الحرثَينِ؛ حرث لدُنياهم، وحرث لأُخراهم، ففي نحر الثور لهم هنالك إشعارٌ بإراحتهم مِنَ الكدَّين، وترفُّههم مِن نَصَب الحرثَين؛ فاعتبر، والله المستعان)، انتهى.
          قوله: (قَوْمٌ بُهُـْتٌ): تَقَدَّم الكلام عليه، وأنَّه يقال: (بُهْت)؛ بالإسكان، و(بُهُت)؛ بالضمِّ، وأنَّ معناه: يواجهون بالباطل، والله أعلم [خ¦3329].
          قوله: (بَهَتُونِي(1) عِنْدَكَ): أي: يقاتلوني ويواجهوني مِنَ الباطل بما يُحيِّرني.
          قوله: (خَيْرُنَا): هو بالخاء المعجمة، وإسكان المثنَّاة تحت، وهذا ظاهرٌ، وقد تَقَدَّم ما وقع في أصلنا [خ¦3329].


[1] كذا في (أ) و(ق)، ورواية «اليونينيَّة»: (يبهتوني).