شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب من سأل وهو قائم عالمًا جالسًا

          ░45▒ باب مَنْ سَأَلَ وَهُوَ قَائِمٌ عَالِمًا جَالِسًا.
          فيه: أَبُو مُوسَى، جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صلعم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الْقِتَالُ في سَبِيلِ اللهِ، فَإِنَّ أَحَدَنَا يُقَاتِلُ غَضَبًا وَيُقَاتِلُ(1) حَمِيَّةً؟ فَرَفَعَ إِلَيْهِ رَأْسَهُ، قَالَ: _وَمَا رَفَعَ إِلَيْهِ رَأْسَهُ إِلا أَنَّهُ كَانَ قَائِمًا_ فقَالَ(2): (مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ(3) الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ). [خ¦123]
          فيه(4) جواز سؤال العالم وهو واقف كما ترجم لعذر أو لشغل ولا يكون ذلك تركًا لتوقير العالم، ألا ترى أنه ◙ لم ينكر ذلك عليه ولا أمره بالجلوس، وجواب النبي صلعم(5) بغير لفظ سؤاله والله أعلم من أجل أن الغضب والحمية قد يكونان(6) لله ╡ ولعرض الدنيا وهو كلام مشترك، فجاوبه النبي صلعم بالمعنى لا باللفظ الذي سأله به(7) السائل إرادة إفهامه وخشية التباس الجواب عليه لو قسَّم له وجوه الغضب والحمية، وهذا من جوامع الكلم الذي أوتيه صلعم.


[1] قوله ((يقاتل)) ليس في (م).
[2] في (ص): ((قال)).
[3] قوله ((هي)) ليس في (م).
[4] في (م): ((قال فيه)).
[5] زاد في (م): ((للسائل)).
[6] في (م): ((تكونان)).
[7] قوله: ((به)) ليس في (ص).