شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب طرح الإمام المسألة على أصحابه ليختبر ما عندهم من العلم

          ░5▒ باب طَرْح الإمَامِ الْمَسْأَلَةَ على أَصْحَابِهِ لِيَخْتَبِرَ مَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ.
          فيه: ابْن عُمَرَ، قَالَ النبي صلعم: (إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لا يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَإِنَّهَا مثلُ الْمُسْلِمِ، حَدِّثُونِي مَا هي؟ قَالَ: فَوَقَعَ النَّاسُ في شَجَرِ الْبَوَادِي، قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَوَقَعَ(1) في نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، فَاسْتَحْيَيْتُ، ثُمَّ(2) قَالُوا: حَدِّثْنَا يَا رَسُولَ اللهِ مَا هي(3)، قَالَ: هي النَّخْلَةُ). [خ¦62]
          قال المُهَلَّب: معنى طرح المسائل على التلاميذ لترسخ في القلوب وتثبت لأن ما جرى منه في المذاكرة لا يكاد ينسى، وفيه ضرب الأمثال(4) بالشجر وغيرها، وشبه ◙ النخلة بالمسلم كما شبهها الله تعالى في كتابه وضرب بها المثل للناس فقال ╡: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا في السَّمَاء}يعني النخلة التي(5) {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ}[إبراهيم:24-25]وكذلك المسلم يأتي الخير كل حين(6) من الصلاة والصوم وذكر الله تعالى، فكأن الخير لا ينقطع منه، فهو(7) دائم كما تدوم أوراق النخلة فيها ثم الثمر الكائن منها في أوقاته.


[1] في (م): ((في شجر البوادي، ووقع)).
[2] قوله ((فاستحييت ثم)) ليس في (م).
[3] قوله ((ما هي)) ليس في (م).
[4] زاد في (م): ((للناس)).
[5] قوله: ((يعني النخلة التي)) زيادة من (م) و (ص).
[6] في (ص): ((يوم)) ونبه إلى المثبت في نسخة.
[7] في (م): ((بل هو)).