شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب الرحلة في المسألة النازلة وتعليم أهله

          ░26▒ باب الرِّحْلَة في الْمَسْأَلَةِ النَّازِلَةِ.
          فيه: عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ أَنَّهُ تَزَوَّجَ ابْنَةً لأبِي إِهَابِ بْنِ عَزِيزٍ، فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: إِنِّي(1) أَرْضَعْتُ عُقْبَةَ والتي تَزَوَّجَ بِهَا، فَقَالَ لَهَا عُقْبَةُ: مَا أَعْلَمُ أَنَّكِ أَرْضَعْتِنِي وَلا أَخْبَرْتِنِي، فَرَكِبَ إلى رَسُولِ اللهِ صلعم(2) بِالْمَدِينَةِ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم(3): (كَيْفَ وَقَدْ قِيلَ؟) فَفَارَقَهَا عُقْبَةُ، وَنَكَحَتْ زَوْجًا غَيْرَهُ(4). [خ¦88]
          فيه(5) الرحلة في المسألة النازلة(6) كما ترجم، وهذا يدل على حرصهم على العلم، وإيثارهم ما يقربهم من(7) الله تعالى والازدياد من طاعته ╡ لأنهم إنما كانوا يرغبون في العلم للعمل به؛ ولذلك شهد الله تعالى(8) لهم أنهم خير أمة أخرجت للناس، وقال الشَّعبي: لو أن رجلًا سافر من أقصى الشام إلى أقصى اليمن لحفظ كلمة تنفعه فيما بقي من عمره لم أَرَ سفره يضيع، وفيه(9) فضل المدينة وأنها معدن العلم وإليها كان يُفزع(10) في العلم من سائر البلاد، وسيأتي الكلام في حديث عقبة في كتاب الرَّضاع(11) وغيره إن شاء الله تعالى.


[1] زاد في (م): ((قد)).
[2] قوله: ((صلعم)) ليس في (ص).
[3] قوله: ((صلعم)) ليس في (ص).
[4] قوله ((فَفَارَقَهَا عُقْبَةُ، وَنَكَحَتْ زَوْجًا غَيْرَهُ)) ليس في (م).
[5] في (م): ((قال فيه)).
[6] قوله ((النازلة)) ليس في (م).
[7] في (ص): ((إلى)).
[8] قوله: ((تعالى)) ليس في (ص).
[9] في (ص): ((فيه)).
[10] في (م): ((يفتزع)).
[11] زاد في (م): ((والبيوع)) ونبه إليه في (ص) في نسخة.