شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب التناوب في العلم

          ░27▒ باب التَّنَاوُب في الْعِلْمِ
          فيه: عُمَرَ ☺(1) قَالَ(2): كُنْتُ أَنَا وَجَارٌ لي مِنَ الأنْصَارِ في بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ _وَهي(3) مِنْ عَوَالِي الْمَدِينَةِ_ وَكُنَّا(4) نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ على رَسُولِ اللهِ صلعم(5)، يَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا، فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ بِخَبَرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنَ الوحي وَغَيْرِهِ، وإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ...، وذكر الحديث. [خ¦89]
          فيه(6) الحرص على طلب العلم، وفيه أن لطالب العلم أن(7) ينظر في معيشته وما يستعين به على طلب العلم، وفيه قبول خبر الواحد، وفيه أن الصحابة كان يخبر بعضهم بعضًا بما يسمع من النبي صلعم(8) ويقولون: قال رسول الله صلعم، ويجعلون(9) ذلك / كالمسند(10) إذ ليس في الصحابة من يكذب ولا غير ثقةٍ، هذا قول طائفة من العلماء وهو قول من أجاز(11) العمل بالمراسيل، وبه قال أهل المدينة وأهل العراق، وقالت طائفة: لا نقبل مرسل الصاحب لأنه مرسل(12) عن صاحب مثله، وقد يجوز أن يسمع ممن لا يضبط كوافد وأعرابي(13) لا صحبة له ولا تعرف عدالته، ألا ترى أن عمر لما وَقَّف أبا هريرة على روايته عن النبي صلعم: ((أنه من أصبح جنبًا فلا صوم له)) قال: لا علم لي بذلك، إنما أخبرنيه مخبر، هذا قول الشافعي واختاره القاضي ابن الطيب(14).


[1] قوله ((☺)) ليس في (م) و (ص).
[2] قوله ((قال)) ليس في (م).
[3] قوله ((في بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَهي)) ليس في (م).
[4] قوله ((وكنا)) ليس في (م).
[5] قوله: ((صلعم)) ليس في (ص).
[6] في (م): ((قال فيه)).
[7] في (م): ((أن طالب العلم له)).
[8] في (ص): ((من الرسول)).
[9] في (م): ((ويحمل)).
[10] نبه في (ص) إلى نسخة: ((ويحمل ذلك على المسند)).
[11] في (م): ((أوجب)) ونبه إليه في (ص) في نسخة.
[12] في (م): ((لأنه قد يرسل)).
[13] في (م): ((أعرابي)).
[14] في (م): ((واختاره ابن الباقلاني)).