شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب[الأئمة من قريش]

          ░51م▒ بَاب [الأمراء من قريش]
          فيه: جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ قَالَ: قال النَّبيُّ صلعم: (يَكُونُ اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا، فَقَالَ كَلِمَةً لَمْ أَسْمَعْهَا، فَقَالَ أبي: إِنَّهُ قَالَ: كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ). [خ¦7222] [خ¦7223]
          قال المُهَلَّب: لم ألق أحدًا يقطع في هذا الحديث بمعنى(1) فقومٌ يقولون: يكونون اثني عشر أميرًا بعد الخلافة المعلومة(2) مرضيِّين. وقومٌ يقولون: يكونون متوالين إمارتهم. وقومٌ يقولون: يكونون في زمنٍ واحدٍ كلُّهم من قريشٍ يدَّعي الإمارة، فالذي يغلب عليه الظنُّ أنَّه إنَّما أراد ◙ يخبر بأعاجيب ما يكون(3) بعده من الفتن حتَّى يفترق الناس في وقتٍ واحدٍ على اثني عشر أميرًا، وما زاد على الاثني عشر فهو زيادةٌ في التعجُّب(4)، كأنَّه أنذر بشرطٍ من الشروط وبعضه يقع، ولو أراد صلعم غير هذا لقال: يكون اثنا عشر أميرًا يفعلون كذا ويصنعون كذا، فلمَّا أعراهم من الخبر علمنا أنَّه أراد أن يخبر بكونهم(5) في زمنٍ واحدٍ، والله أعلم. /


[1] في (ص): ((يعني)).
[2] في (ص): ((العلوية)).
[3] في (ص): ((بأعاجيب تكون)).
[4] في (ص): ((العجب)).
[5] في (ص): ((أنه أراد يكونون)).