شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب العرفاء للناس

          ░26▒ باب: الْعُرَفَاءِ لِلنَّاسِ.
          فيه: مَرْوَانُ وَالْمِسْوَرُ (أَنَّ النَّبيَّ صلعم قَالَ حِينَ أَذِنَ لَهُ الْمُسْلِمُونَ في عِتْقِ سَبْيِ هَوَازِنَ: إِنِّي لا أَدْرِي مَنْ أَذِنَ مِنْكُمْ مِمَّنْ لَمْ يَأْذَنْ، فَارْجِعُوا حَتَّى يَرْفَعَ إِلَيْنَا عُرَفَاؤُكُمْ أَمْرَكُمْ، فَرَجَعَ النَّاسُ فَكَلَّمَهُمْ عُرَفَاؤُهُمْ، فَرَجَعُوا إلى النَّبيِّ صلعم فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ النَّاسَ قَدْ طَيَّبُوا وَأَذِنُوا). [خ¦7176] [خ¦7177]
          اتِّخاذ الإمام للعرفاء(1) والنُّظَّار سنَّةٌ؛ لأنَّ الإمام لا يمكنه أن يباشر بنفسه جميع الأمور، فلابدَّ من قومٍ يختارهم لعونه وكفايته بعض ذلك، ولهذا المعنى جعل الله تعالى عباده شعوبًا وقبائل(2) فأراد تعالى ألَّا يكون الناس خلطًا واحدًا فيصعب نفاذ أمر السلطان ونهيه؛ لأنَّ الأمر والنهي إذا توجَّه إلى الجماعة وقع الاتَّكال من بعضهم على بعضٍ فوقع التضييع، وإذا توجَّه إلى / عريفٍ لم يسعه إلَّا القيام بمن معه.


[1] في (ص): ((العرفاء)).
[2] زاد في (ص): ((ليتعارفوا)).