شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب موعظة الإمام للخصوم

          ░20▒ باب: مَوْعِظَةِ الإمَامِ لِلْخُصُومِ
          فيه: أُمُّ سَلَمَةَ: أَنَّ النَّبيَّ ◙ قَالَ: (إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، فَأَقْضِي على نَحْوِ مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ بشَيءٍ فَلا يَأْخُذْهُ، فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطعَةً مِنَ النَّارِ). [خ¦7169]
          قوله: (أَلْحَنَ) يعني: أفطن لها وأجدل. وقال أبو عبيدٍ: اللحَن _بفتح الحاءالفطنة_، واللحْن _بإسكان الحاء_ الخطأ. وقد جاء هذا الحديث في كتاب المظالم بلفظ آخر يشهد لقول أهل اللغة قال: ((فلعلَّ بعضكم أن يكون أبلغ من بعضٍ)).
          قال المُهَلَّب: وفيه أنَّه ينبغي للحاكم أن يعظ الخصمين ويحذِّر من مطالبة الباطل؛ لأنَّ النبيَّ وعظ أمَّته بقوله هذا.