شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب هدايا العمال

          ░24▒ باب: هَدَايَا الْعُمَّالِ.
          فيه: أَبُو حُمَيْدٍ: (اسْتَعْمَلَ النَّبيُّ صلعم رَجُلًا مِنْ بَنِي أَسْدٍ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ اللَّتْبِيَّةِ على صَدَقَةٍ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ إليَّ، فَقَامَ النَّبيُّ صلعم على الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللهَ وَقَالَ: مَا بَالُ الْعَامِلِ نَبْعَثُهُ يَقُولُ: هَذَا لَيَ، وَهَذَا لَكَ، فَهَلَّا جَلَسَ في بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فَيَنْظُرُ هَلْ يُهْدَى لَهُ أَمْ لَا) وذكر الحديث. [خ¦7174]
          قال المؤلِّف: فيه أنَّ ما أهدي إلى العمَّال(1) وخدمة السلطان بسبب سلطانهم أنَّه لبيت مال المسلمين، ألا ترى قوله ◙ أنَّه قال(2): ((هدايا الأمراء غلولٌ))، إلَّا أن يكون الإمام يبيح له قبول الهدية لنفسه فلذلك تطيبٌ له، كما قال النبيُّ(3) ◙ لمعاذٍ حين بعثه إلى اليمن: ((قد علمت الذي دار عليك في مالك، وإنِّي قد طيَّبت لك الهديَّة)). فقبلها معاذٌ وأتى بما أُهدي له النَّبيَّ صلعم فوجده قد(4) توفِّي، فأخبر بذلك أبا بكر فأجاز له أبو بكر ما كان رسول الله صلعم أجاز له، وسيأتي في كتاب ترك الحيل في باب احتيال العامل ليُهدى له. [خ¦6979] تمام القول في هذا المعنى إن شاء الله تعالى(5).


[1] في (ص): ((العامل)).
[2] قوله: ((أنه قال)) ليس في (ص).
[3] قوله: ((النبي)) ليس في (ص).
[4] قوله: ((قد)) ليس في (ص).
[5] قوله: ((في باب احتيال العامل.... إن شاء الله تعالى)) ليس في (ص).