مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب الأرنب

          ░32▒ باب الأرنب:
          ذكر حديث أنس ☺: أنفجنا أرنباً الحديث وسلف، و(أنفجنا): أي: آثرنا، قال ابن سيده: نفج اليربوع ينفج، نفوجاً، وانتفج: عدا، وأنفجه الصائد واستنفجه، وقيل: معنى (أنفجنا): أنا جعلناها بإثارتنا إياها تنتفج، وانتفاجها: ارتفاع شعرها وانتفاشه في العدو؛ لأن الشيء يذكر لغيره؛ لكونه منه بسبب.
          والأرنب واحد الأرانب، قال في ((المنتهى)): وربما يبدل الباء تاء، وذكر فيه شعراً والدرمة الأرنب، ويقال لولدها الصغير: الخرنق، والجمع الخرانق.
          قوله: (فلغبوا) أي: أعيوا وتعبوا وهو بفتح الغين على الأصح.
          و(مر الظهران): اسم موضع على بريد مكة. وقيل: على أحد عشر ميلاً، وقيل: على ستة عشر ميلاً. وبطن مر أيضاً موضع، وهو من مكة على مرحلة.
          قوله: (فقبلها) وفي رواية (خ) في كتاب الهبة: قلت: فأكل منه؟ قال: وأكل منه ثم قال بعد: قبله.
          وصح من حديث محمد بن صيفي الأنصاري قال: أتيت رسول الله صلعم بأرنبتين قد ذبحهما بمروة فأكلهما صلعم وهو مما ألزم الدارقطني الشيخين تخريجه لصحة الطريق إلى ابن صيفي.
          في أحاديث أخر واردة في الإباحة والكراهة والتوقف وفي (د) بسنده عن ابن عمرو عن النبي صلعم أنه قال في الأرنب: ((إنها تحيض)).
          قال ابن بطال: أكلها حلال عند جمهور الأمة، وذكر عبد الرزاق عن عمرو بن العاص أنه كرهها، وقد ووقع في الرافعي عن أبي حنيفة تحريمها وأما النووي فحكى عنه تحليلها.