نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: اسكت يا أبا بكر اثنان الله ثالثهما

          3922- (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ) التَّبوذكي، قال: (حَدَّثَنَا هَمَّامٌ) هو: ابنُ يحيى الشيباني البصري (عَنْ ثَابِتٍ) هو البُناني (عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ عَنْهُمَا قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلعم فِي الْغَارِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِأَقْدَامِ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، لَوْ أَنَّ بَعْضَهُمْ طَأْطَأَ بَصَرَهُ) أي: طامنه وأماله إلى تحت (رَآنَا، قَالَ: اسْكُتْ يَا أَبَا بَكْرٍ، اثْنَانِ) خبرُ مبتدأ محذوف؛ أي: نحن اثنان (اللَّهُ ثَالِثُهُمَا) في تحصيل مرادهما ومعاونتهما؛ أي: معاونهما وناصرهما. وإلَّا فهو مع كلِّ اثنين بعلمه كما قال تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة:7] الآية. وذلك كقوله تعالى: {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة:40] أي: بالنصر والمعاونة.
          ومضى الحديث في «مناقب أبي بكر ☺» [خ¦3653]. /
          ومطابقته للترجمة من حيث إن فيه أمراً من أمور الهجرة.