نجاح القاري لصحيح البخاري

باب قول النبي: لولا الهجرة لكنت من الأنصار

          ░2▒ (بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلعم : لَوْلاَ الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَءاً مِنَ الأَنْصَارِ) قال محيي السَّنة: ليس المراد منه الانتقال عن النَّسب الولادي؛ لأنَّه حرام مع أنَّه أفضل الأنساب، وإنما أرادَ النَّسب البلادي، ومعناه: لولا أنَّ الهجرة أمرٌ ديني وعبادةٌ مأمورٌ بها لانتسبتُ إلى داركُم.
          والغرضُ منه التَّعريض بأن لا فضيلةَ أعلى من النُّصرة بعد الهجرة، وبيان أنَّهم بلغوا من الكرامةِ مبلغاً لولا أنَّه من المهاجرين لعدَّ نفسَه من الأنصار ♥ .
          وتلخيصُه بلولا فضلِي على الأنصار بالهجرة لكنتُ واحداً منهم، وفيه أنَّ المهاجرين أفضل من الأنصار.
          (قَالَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ) أي: ابن عاصم بن كعب، أبو محمد الأنصاري النجاري المازني ☺ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) وقد أخرجَ هذا المعلَّق بتمامهِ موصولاً في «المغازي»، في باب «غزوة الطائف» [خ¦4331].
          وقال الخطَّابي: أراد صلعم / بذلك استطابةَ قلوب الأنصار حيث رضيَ أن يكون واحداً منهم لولا ما يمنعه من سمةِ الهجرة وأطالَ في ذلك.