نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: هاجرنا مع رسول الله نبتغي وجه الله

          3913- 3914- (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ) بالمثلثة، قال: (أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ) هو: ابنُ عيينة (عَنِ الأَعْمَشِ) سليمان بن مهران (عَنْ أَبِي وَائِلٍ) بالهمز، شقيق بن سلمة (عَنْ خَبَّابٍ) بفتح المعجمة وتشديد الموحدة الأولى، ابن الأرتِّ، بتشديد الفوقيَّة، أنَّه (قَالَ: هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلعم . ح) تحويل من سندٍ إلى سندٍ آخر.
          -(وَحَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ) هو: ابنُ مُسَرهد، قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى) هو: القطَّان (عَنِ الأَعْمَشِ) أنَّه (قَالَ: سَمِعْتُ شَقِيقَ) بفتح المعجمة وكسر القاف الأولى (ابْنَ سَلَمَةَ) بفتح اللام، هو أبو وائل (قَالَ خَبَّابٌ) ويروى: <قال: أخبرنا خبَّاب> قال: (هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلعم ) أي: هاجرنا بإذنه؛ لأنَّه لم يهاجر مع رسولِ الله صلعم إلَّا أبو بكر وعامر بن فُهيرة، كما تقدَّم [خ¦3905].
          (نَبْتَغِي) أي: نطلب (وَجْهَ اللَّهِ، وَوَجَبَ) أي: ثبتَ أو على سبيل التَّشبيه بالواجبِ (أَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ، فَمِنَّا مَنْ مَضَى لَمْ يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئاً، مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَلَمْ نَجِدْ شَيْئاً نُكَفِّنُهُ فِيهِ إِلاَّ نَمِرَةً) أي: كساء. وقد سبق في «كتاب الجنائز»: أنها بردة [خ¦1276]، ولا منافاة، إذ البردة: كساء أسود مربع. وقيل: النَّمِرة: هي بردة من صوفٍ تلبسها الأعرابَ.
          (كُنَّا إِذَا غَطَّيْنَا بِهَا رَأْسَهُ خَرَجَتْ رِجْلاَهُ، وإِذَا غَطَّيْنَا رِجْلَيْهِ خَرَجَ رَأْسُهُ، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلعم أَنْ نُغْطِيَ رَأْسَهُ، وَنَجْعَلَ / عَلَى رِجْلَيْهِ إِذْخِرٍ، وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ ثَمَرَتُهُ) أي: أدركت ونضجت. يقال: أَيْنَع الثَّمر يُوْنِع، ويَنَع يَيْنَع فهو مُونع ويَانع، وأَيْنع أكثر ستعمالاً.
          (فَهْوَ يَهْدِبُهَا) بكسر المهملة وضمها، من هَدَب الثَّمرة: إذا اجتناها.
          (قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ) هو البخاري نفسه ({يَنْعِهِ}: إِذَا نَضَجَ) أشار به إلى تفسير قوله تعالى: {إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ} [الأنعام:99].
          ومطابقة الحديث للترجمة ظاهرةٌ.
          وقد مضى قريباً في أول الباب [خ¦3897]، ومرَّ أيضاً في «الجنائز» [خ¦1276]، وذكره هاهنا من طريقين كما ترى.