نجاح القاري لصحيح البخاري

باب ذكر جرير بن عبد الله البجلي

          ░21▒ (ذِكْرُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ ☺) وفي نسخة: <باب ذكر...إلى آخره> بزيادة لفظ: «باب»، وهو جريرُ بن عبد الله / بن جابر، وهو الشَّليل _بفتح الشين المعجمة وبلامين بينهما مثناة تحتية_ ابن مالك بن نضر بن ثعلبة بن جُشم بن عوف البَجلي _بفتح الموحدة والجيم وباللام_ من بني أنمار بن أراش، نسبوا إلى أمِّهم بجيلة بنت صعب بن سعد العشيرة، أمِّ ولد أنمار بن أراش أحدِ أجداد جرير.
          يكنى: أبا عَمرو الأحمسي _بالمهملتين_ الكوفي نزل الكوفة، ثمَّ نزل فرقيشيا، وبها مات سنة إحدى وخمسين، وكان سيِّداً مُطاعاً مَليحاً طَوالاً بديع الجمالِ صحيحَ الإسلام كبيرَ القدر، قال صلعم : ((على وجهه مسحة ملك)).
          وعن عُمر ☺ قال: إنَّه يوسف هذه الأمَّة، ولما دخل على رسول الله صلعم أكرمَه وبسطَ له رداءه، وقال: ((إذا أتاكُم كريم قومٍ فأكرموه)) رواه الطَّبراني في «الأوسط» من حديث قيس عنه.
          وقال أبو عُمر: كان إسلامه في العام الذي توفِّي فيه رسول الله صلعم . قال جرير: أسلمت قبل موت النَّبي صلعم بأربعين يوماً. وفيه نظرٌ لما ثبت في «الصحيح» أنَّ النَّبي صلعم قال له: ((استنصتَ الناس في حجَّة الوداع)) وذلك قبل موته بأكثر من ثمانين يوماً. قيل: والصَّحيح أنَّ إسلامه كان في سنة الوفود سنة تسع، أو سنة عشر.