نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: ابتاع أبو بكر من عازب رحلًا فحملته معه

          3917- 3918- (حَدَّثَنَا) ويروى: <حدثني> بالإفراد (أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ) أي: ابن حكيم بن دينار، أبو عبد الله الأزدي الكوفي، مات سنة إحدى وستين ومائتين، قال: (حَدَّثَنَا شُرَيْحُ) بضم المعجمة وبالمهملة (ابْنُ مَسْلَمَةَ) بفتح الميم واللام الكوفي، وقد مرَّ في «الوضوء» [خ¦240]، قال: (حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ) يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السَّبيعي الكوفي (عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ) عَمرو بن مالك السَّبيعي، أنَّه (قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ) أي: ابن عازب ☻ (يُحَدِّثُ قَالَ: ابْتَاعَ أَبُو بَكْرٍ ☺ مِنْ عَازِبٍ) هو: أبو البراء (رَحْلاً، فَحَمَلْتُهُ مَعَهُ، قَالَ: فَسَأَلَهُ عَازِبٌ عَنْ مَسِيرِ رَسُولِ اللَّهِ صلعم قَالَ: أُخِذَ عَلَيْنَا بِالرَّصَدِ) أي: الترقب أو جمع راصد (فَخَرَجْنَا لَيْلاً) أي: من الغار (فَأَحْيَيَنْا لَيْلَتَنَا وَيَوْمَنَا) من الإحياء، ويروى: <أحثثنا> بمثلثتين من الحث.
          (حَتَّى قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ، ثُمَّ رُفِعَتْ) أي: ظهرت (لَنَا صَخْرَةٌ، فَأَتَيْنَاهَا وَلَهَا شَيْءٌ مِنْ ظِلٍّ، قَالَ: فَفَرَشْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلعم فَرْوَةً مَعِي، ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صلعم ، فَانْطَلَقْتُ أَنْفُضُ) بالفاء والمعجمة؛ أي: أدفع (مَا حَوْلَهُ، فَإِذَا أَنَا بِرَاعٍ قَدْ أَقْبَلَ فِي غُنَيْمَةٍ يُرِيدُ مِنَ الصَّخْرَةِ مِثْلَ الَّذِي أَرَدْنَا، فَسَأَلْتُهُ: لِمَنْ أَنْتَ يَا غُلاَمُ، فَقَالَ: أَنَا لِفُلاَنٍ، فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ فِي غَنَمِكَ مِنْ لَبَنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ لَهُ: هَلْ أَنْتَ حَالِبٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَخَذَ شَاةً مِنْ غَنَمِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: / انْفُضِ الضَّرْعَ، قَالَ: فَحَلَبَ كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ، وَمَعِي إِدَاوَةٌ مِنْ مَاءٍ عَلَيْهَا خِرْقَةٌ، قَدْ رَوَّأْتُهَا) أي: تأنيت بها حتى صلحت، تقول: روَّأت في الأمر؛ إذا نظرتَ فيه ولم تعجل.
          وقال ابنُ الأثير: روَّأتها هكذا جاء بالهمز، والصَّواب: بغير الهمز؛ أي: شددتها بالخرقة وربطتها عليها، يقال: رَوَيت البعير _مخفف الواو_: إذا شددت عليه بالرِّواء، بكسر الراء. وقال الأزهريُّ: الرواء: الحبل الذي يروى به على البعير؛ أي: يُشدُّ به المتاع عليه. وقال الكرماني: روأتها؛ أي: جعلت فيها الماء.
          (لِرَسُولِ اللَّهِ صلعم ، فَصَبَبْتُ عَلَى اللَّبَنِ حَتَّى بَرَدَ أَسْفَلُهُ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلعم فَقُلْتُ: اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَشَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلعم حَتَّى رَضِيتُ، ثُمَّ ارْتَحَلْنَا وَالطَّلَبُ) جمع طالب (فِي أَثَرِنَا) بفتحتين، وبكسر الهمزة وإسكان المثلثة.
          -(قَالَ الْبَرَاءُ: فَدَخَلْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ عَلَى أَهْلِهِ) وكان دخول البراء على أهل أبي بكر ☺ قبل أن ينزلَ الحجاب قطعاً، وأيضاً هي هنا زائدة فتحذف كان حينئذٍ دون البلوغ (فَإِذَا عَائِشَةُ ابْنَتُهُ مُضْطَجِعَةٌ قَدْ أَصَابَتْهَا حُمَّى، فَرَأَيْتُ أَبَاهَا يُقَبِّلَ خَدَّهَا وَقَالَ: كَيْفَ أَنْتِ يَا بُنَيَّةُ؟) وقد مضى الحديث في باب «علامات النبوة» بأتم منه وأطول [خ¦3615]، وزاد هنا: «قال البراء: فدخلت...إلى آخره» ولم يذكره البخاري إلا في هذا الموضع، وقد ذكر هذا الحديث في مواضع [خ¦2439].
          ومطابقته للترجمة ظاهرة.