نجاح القاري لصحيح البخاري

باب مبعث النبي صلى الله عليه وسلم

          ░28▒ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ وَبِهِ أَسْتَعِين، بابُ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صلعم ) المبعث مصدرٌ ميمي بمعنى: البعث، وهو الإرسال قد تقدَّم في أوَّل الكتاب [في الكلام] على حديث عائشة ♦ كثيرٌ ممَّا يتعلَّق بهذه الترجمة، وساق المصنِّف هنا النَّسب الشريف فقال:
          (مُحَمَّدِ) بالجرِّ عطف بيان للنَّبي صلعم وهو على صيغة اسم المفعول من باب التَّفعيل صيغت للمبالغة. ذكر البيهقي في «الدلائل» بإسناد مرسل: أنَّ عبد المطلب لمـَّا ولد النَّبي صلعم عمل له مأدبة فلمَّا أكلوا سألوه ما سمَّيته؟ قال: محمداً، قالوا: فَلِمَ رغبت به عن أسماء أهل بيته؟ قال: أردتُ أن يحمدَه الله في السَّماء وخلقه في الأرض.
          وقال ابنُ إسحاق: كانت آمنةُ بنت وهب أم رسولِ الله صلعم تُحدِّث أنها أُتِيت حين حملت برسولِ الله صلعم إلى آخره وفيه: فإذا وقع فسمِّيه محمداً، فإن اسمَه في التَّوراة أحمد.
          (ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ) لا خلاف في اسمه: عبد الله. قال الواقديُّ: ولد عبد الله في أيَّام كسرى أنوشروان لأربع وعشرين سنة خلتْ من ملكه، وكنيته أبو أحمد. واختلف في زمان موته، فقيل: إنَّه مات قبل أن يولدَ النَّبي صلعم وأمه حاملة به، وقيل: بعد أن ولد، والأوَّل أثبت.
          وقال عامَّة المؤرخين: إنَّه مات قبل ولادته بشهر أو بشهرين. وقال مقاتل: بعد ولادته بثمانية وعشرين شهراً، وقيل: بعد ولادته بسبعة أشهرٍ. قال الحافظُ العسقلاني: والرَّاجح أنَّه دون السنة. وقال الواقدي: وأثبت الأقاويل عندنا أنَّه مات ورسول الله صلعم حمل به. وكانت وفاته بالمدينة في دار النَّابغة عند أخواله من بني النَّجار. ويُقال: إنَّه دُفن في دار الحارث بن إبراهيم بن سراقة العدوي، وهو من أخوال عبد المطلب، وكان أبوه عبدُ المطلب بعثه يمتار له تمراً من المدينة. وقيل: إنه خرج في تجارة إلى الشَّام في عيرٍ / لقريش فمرضَ بالمدينة شهراً ومات.
          وقال الواقديُّ: توفي عبد الله وهو ابنُ خمس وعشرين سنة، وقيل: ابنُ ثلاثين وترك أمَّ أيمن، وكانت تحضن رسول الله صلعم ، وعبدُ الله شقيقُ أبي طالب.
          (ابْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ) اسمه: شيبة الحمد، عند الجمهور؛ لجوده، وقيل: شيبة لقبه، لُقِّب به لشيبة كانت في رأسه، ويقال: اسمه عامر، قاله ابن قُتيبة، وكنيته أبو الحارث كُنِي باسم ولده الحارث وهو أكبر أولاده، وله كنية أخرى وهي أبو البَطحاء. وأمُّه سلمى بنت عَمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النَّجار(1) .
          وإنما قيل له عبدُ المطَّلب؛ لأنَّ أباه هاشماً لمَّا مرَّ بالمدينة في تجارته إلى الشَّام نزل على عَمرو بن زيد بن لبيد المذكور آنفاً، وأعجبته ابنته سَلمى فخطبَها إلى أبيها فزوَّجها منه، ولما رجعَ من الشَّام بنى بها وأخذها معه إلى مكَّة، ثمَّ خرج في تجارة وأخذها معه وهي حبلى وتركها في المدينة ودخل الشَّام ومات بغزَّة، ووضعت سلمى ولدها فسمَّته شيبةَ فأقامَ عند أخوالهِ بني عديِّ بن النَّجار سبع سنين، ثمَّ جاء عمُّه المطَّلب بن عبد مناف فأخذه خفية من أمِّه فذهب به إلى مكة، فلما رآه النَّاس وراءه على الراحلة، قالوا: من هذا معك؟ فقال: عبدي، ثمَّ جاؤوا فهنوا به وجعلوا يقولون له: عبد المطلب لذلك، فغلب عليه، كذا ذكره ابن إسحاق وغيره.
          وحكى الواقديُّ عن مخرمة بن نوفل الزُّهري قال: توفِّي عبدُ المطلب في السَّنة الثانية من مولد النَّبي صلعم ودفنَ في الحَجُون. واختلفوا في سنه، فقيل: ثمانون سنة، قاله الواقدي، وقيل: مائة وعشر سنين وعشرة أشهر. وقال هشام: مائة وعشرون.
          (ابْنِ هَاشِمِ) اسمُه: عَمرو، وقيل له: هاشم؛ لأنَّه أوَّل من هَشَم الثَّريد مع اللَّحم لأهل الموسم ولقومه في سني المَحْلِ والمجاعة. وفيه يقول الشاعر: /
عَمْرُو الَّذِي هَشَمَ الثَّرِيدَ لِقَوْمِهِ                     وَرِجَالُ مَكَّةَ مُسْنِتُونَ عِجَافُ
          وكان أكبر ولد أبيه.
          وعن ابن جرير: أنَّه كان توأم أخيه عبد شمس، وأنَّ هاشماً خرجَ ورجله مُلْتصقة برأسِ عبد شمس فما تخلصت حتى سالَ بينهما دمٌ فتفاءل النَّاس بذلك أن يكون بين أولادهما حروب، فكانتْ وقعةُ بني العبَّاس مع بني أميَّة بن عبد شمس سنة ثلاث وثلاثين ومائة من الهجرة.
          وشقيقهم الثَّالث المطلب، وكان أصغرَ ولد أبيهِ، وأمُّهم عاتكة بنت مرَّة بن هلال، ورابعهم نوفل من أمٍّ أُخرى، وهي واقدةُ بنت عَمرو المازنية، وقد ذكر أنَّ هاشماً مات بغزة.
          (ابْنِ عَبْدِ مَنَافِ) بفتح الميم وتخفيف النون، اسمه: المغيرة، وكنيته: أبو عبد شمس، وكان يُقال له: قمرُ البَطحاء؛ لجماله، وإنما لقَّبته به [أفه] حبَّى بنت خليل بن حبشيَّة بن سلول بن خراعة، وذلك لأنَّها أخدمتْهُ مناف وكان صنماً عظيماً لهم.
          وروى السرَّاج في «تاريخه» من طريق أحمد بن حنبل: سمعتُ الشَّافعي يقول: اسمُ عبد المطَّلب شيبة، واسم هاشم: عَمرو، واسم عبد مناف: المغيرة، واسم قصي: زيد.
          (ابْنِ قُصَيِّ) بضم القاف وفتح الصاد وتشديد التحتية بصيغة التصغير، ومكبره قاص، كقاض، واسمه: زيد، ولُقِّب به؛ لأنَّه قَصِيٌّ عن قومهِ؛ أي: بَعُد عن ديار قومهِ وكان في بني عذرة مع أخيه لأمِّه، وذلك لأنَّ أمَّه تزوَّجت بعد أبيه بربيعة بن حزام بن عَذْرة، فسافر بها إلى بلادهِ وابنها صغير فسُمِّي بقُصَيٍّ لذلك، ثم عادَ إلى مكَّة وهو كبيرٌ وأمُّه فاطمة بنت سعد بن سَيل بن حمالة، وكان قصيٌّ حاز شرف مكَّة وأمرها، وكان سيداً مطاعاً رئيساً معظَّماً، وبنى داراً لإزاحة الظُّلامات، وفصل الخُصُومات سماها: دار النَّدوة، ولمَّا مات دفنَ بالحَجُون.
          (ابْنِ كِلاَبِ) بكسر الكاف وتخفيف اللام، ذكر ابنُ سعد أنَّ اسمه: حكيم، وقيل: عروة، قاله أبو البركات ولُقِّب به؛ لأنه كان مولعاً بالصَّيد، وأكثر صيده بالكلابِ وكان يجمعها، / فمَن مرَّت به يَسأل عنها، قيل له: [كلابُ ابن مرَّة]، فلقِّب كلاب.
          وقال السُّهيلي: هو منقولٌ من المصدر الذي في معنى المكالبة، تقول: كالبت فلاناً مكالبة وكلاباً، أو هو بلفظ جمع كلب، كما سمَّت العربُ سباع وأنمار وغير ذلك، انتهى.
          (ابْنِ مُرَّةَ) بضم الميم وتشديد الراء. قال السُّهيلي: هو منقولٌ من وصف الحنظلة، ويجوز أن تكون الهاء للمبالغة فيكون منقولاً من وصف الرجل بالمرِّ، والمراد أنَّه قويٌّ شديدٌ، وأمُّه: وحشيَّة بنت شيبان بن محارب بن فهر.
          (ابْنِ كَعْبِ) قال السُّهيلي: قيل: سُمِّي بذلك لستره على قومه ولين جانبه لهم منقولٌ من كعب القدم. وقال ابنُ دريد: من كعبِ القناة، وكذا قال غيره، سُمِّي بذلك لارتفاعه على قومه وشرفه فيهم، فلذلك كانوا يخضعون له حتى أرَّخوا بموتهِ، وهو أوَّل من جمعَ قومه يوم الجمعة وكانوا يسمون يوم العروبة حتى جاءَ الإسلام. وقيل: هو منقولٌ من الكعب الذي هو قطعةٌ من السَّمن وهي الكتلة الجامدة في الزِّق، أو في غيره من الظُّروف.
          (ابْنِ لُؤَيِّ) بضم اللام وفتح الواو والهمزة وتشديد الياء والهمزة، قول الأكثرين. قال ابنُ الأنباري: هو مصغَّر لَأَى، بوزن عصا، واللَّأي: الثور الوحشي. وقال السُّهيلي: هو عندي مصغَّر لَأْيٍ، بوزن عبد، وهو البُطء.
          ويؤيِّده قول الشاعر:
فَدُونَكُمْ بَنِي لَأْيٍ أَخَاكُمْ                     وَدُونَكِ مَالِكًا يَا أُمَّ عَمْرِو
          انتهى.
          وهذا ممَّا ذكره ابنُ الأنباري أيضاً احتمالاً، وقد قال الأصمعيُّ: هو مصغَّر لواء الجيش، زيدت فيه الهمزة. وقال ابنُ دريد: إن كان من لواء الجيش فهو ممدودٌ، وإن كان من لوي الرَّمل فهو مقصورٌ.
          وأمُّه عاتكةُ بنت يخلد بن النَّضر بن كنانة، وهي إحدى العواتك اللَّاتي ولدت رسولَ الله صلعم ، وقيل: بل أمُّه سلمى بنت عَمرو بن ربيعة الخزاعية.
          (ابْنِ غَالِبِ) بالمعجمة وكسر اللام، يكنى: أبا تميم، وأمُّه ليلى بنت الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة.
          (بن فِهْرِ) بكسر الفاء وبالراء. قال ابنُ دريد: / الفهر: الحجر الأملس يملأُ الكفَّ، أو نحوه، وهو مؤنث. وقال أبو ذرٍّ الهروي: يذكَّر ويؤنَّث. وقال السُّهيلي: الفِهر من الحجارة: الطَّويل، وقيل: هو قريش. نقل الزُّبير عن الزُّهري أنَّ أمَّه سمَّته به، وسمَّاه أبوه فهراً، وقيل: فهرٌ لقبه، وقيل: بالعكس، وهو جماع قريش في قول الكلبي. وقال عليُّ بن كيسان: فهر هو أبو قريش، ومن لم يكن من ولد فهر، فليس من قريش، وكنيته: أبو غالب.
          (ابْنِ مَالِكِ) كنيته: أبو الحارث، وأمُّه: عاتكةُ بنت غزوان.
          (ابْنِ النَّضْرِ) بفتح النون وسكون الضاد المعجمة، واسمه: قيس، سُمِّي بالنَّضر لوضاءتهِ وجمالهِ وإشراقِ لون وجههِ، والنَّضر هو الذَّهب الأحمر، والنَّضار كذلك، وأمُّه برَّة بنت مر بن أُدٍّ بن طابخة بن إلياس بن مضر. وكنية النضر: أبو يخلد، كني: بابنه يخلد.
          (ابْنِ كِنَانَةَ) بكسر الكاف وتخفيف النون، هو بلفظ وعاء السِّهام إذا كانت من جلود، قاله ابنُ دريد، والكنانة: الجُعْبة أيضاً، وكنيته أبو النَّضر وأمُّه: عوانة بنت سعد بن قيس.
          ونقل عن أبي عامر العدوي أنَّه قال: رأيتُ كنانة بن خزيمة شيخاً مُسناً عظيمَ القدر تحجُّ إليه العربُ لعلمه وفضلهِ بينهم.
          (ابْنِ خُزَيْمَةَ) مصغَّر خَزَمة _بفتح المعجمتين_ واحدة الخَزَم _بالتحريك_ وهو شجرٌ يُتَّخذ من لحائهِ الحبال. وقال الحافظُ العسقلاني: هو مصغَّر خَزَمة _بمعجمتين مفتوحتين_ وهي مرة واحدة من الخزم، وهو شدُّ الشَّيء وإصلاحه. وقال الزَّجَّاجي: يجوز أن يكون من الخَزْم _بفتح الخاء وسكون الزاي_ تقول: خزمته فهو مخزومٌ إذا أدخلت في أنفه الخزام.
          (ابْنِ مُدْرِكَةَ) بلفظ الفاعل من الإدراك، واسمه: عَمرو عند الجمهور.
          وقال ابن إسحاق: عامر، واسم أخيه: طابخة، اصطادا صيداً فبينما هما يَطْبخانه إذ نفرتِ الإبلُ فذهب عامر في طلبها حتى أدركَها وجلسَ الآخر يطبخُ فلمَّا راحا على أبيهما ذكرا له ذلك، فقال لعامر: أنت / مُدركة، وقال لأخيه [و] اسمُه عَمرو أنت طابخة.
          (ابْنِ إِلْيَاسَ) بكسر الهمزة، عند ابن الأنباري، وجعله موافقاً لاسم إلياس النَّبي صلعم قال: وهو أفعال من قولهم: أَلْيَس للشجاع الذي لا يفرُّ.
          قال الشاعر:
أَلْيَسُ كَالنَّشْوَانِ وَهُو صَاحِي
          وقال غيره: هو بهمزة وصل، وهو ضدُّ الرَّجاء، واللام فيه لِلَمْحِ الصِّفة، قاله قاسم بن ثابت، وأنشد قول قصي:
أُمَّهَتي خِنْدِفُ وإلْياسُ أَبِي
          وقيل: بفتح الهمزة. وقال الواقدي: ويقال: إلناس _بالنون_ وهو وهم، ويقال: إلياس، لقبٌ له، واسمه: حسين. وقال السُّهيلي: ويذكر عن النَّبي صلعم أنَّه قال: «لا تسبوا إلياس، فإنَّه كان مؤمناً». وذكر أنَّه كان يسمع تلبية النَّبي صلعم في صلبه، وقيل: وهو أوَّل من أهدى البدن إلى البيت.
          ويقال: هو أوَّل من وضعَ الركن في البيتِ بعد الطُّوفان، وكانت بنو إسماعيل قد غَيَّرت معالم إبراهيم ◙ لما طال الزَّمان، فرفعوا الركن من البيت، وتركوه في أبي قُبيس، فردَّه إلياس إلى موضعه.
          وأمُّه الرَّباب بنت حَيدة بن معد بن عدنان.
          (ابْنِ مُضَرَ) بضم الميم وفتح المعجمة وبالراء، من المضيرة، وهو شيءٌ يصنعُ من اللَّبن سُمِّي به لبياض لونه والعرب تسمِّي الأبيض أحمر فلذلك، قيل: مضر الحمراء، وقيل: لأنَّه كان يحبُّ شرب اللَّبن الماضر وهو الحامض. وقيل: لأنَّه كان ممضِرَ القلوب لحسنهِ وجمالهِ، وهو أوَّل من سنِّ الحُداء؛ لأنَّه كان حسن الصَّوت.
          (ابْنِ نِزَارِ) بكسر النون وتخفيف الزاي وبالراء، ويقال: بفتح النون والأوَّل أصحُّ من النَّزر، وهو الشَّيء القليل.
          قال أبو الفرج الأصبهاني: سُمِّي بذلك لأنَّه كان فريد عصرهِ وكان أبوه حين ولد له نظرَ إلى النُّور بين عينيهِ وهو نور النُّبوة وفرح فرحاً شديداً ونحر وأطعم، وقال: إنَّ هذا كله نزرٌ في حقِّ هذا المولود، فسُمّي نزاراً لذلك، وأمُّه معانة بنت حوشم بن جلهمة بن عَمرو بن هلينبة بن دوه بن جرهم. وقال السُّهيلي: ويقال: اسمُها: ناعمة، ويُكنى: نزار / أبا إياد، وقيل: أبا ربيعة.
          (ابْنِ مَعَدِّ) بفتح الميم والمهملة وتشديد المهملة الأخرى. قال ابن الأنباري: فيه ثلاثة أقوال: الأول: أن يكون مفعلاً من العد. والثاني: أن يكون فعلاً من معدٍّ في الأرض إذا أفسد. والثالث: أن يكون من المعدين وهما: موضع عُقبى الفارس من الفرس. وقال أبو ذرٍّ الهرويُّ: معد من تمعدد إذا اشتد، ويقال: تمعدد أيضاً إذا أبعد في الذَّهاب. وأم معد مهدد، وقيل: مهاد بنت لَهُم _وقيل: اللهم_ بن جلحت. وفي رواية: خُليد بن طسم بن يلمع بن إسليحيا بن لوذان بن سام بن نوح ◙.
          (ابْنِ عَدْنَانَ) بفتح المهملة، بوزن فعلان، من عدن: إذا أقام، ومنه المعدِن _بكسر الدال_؛ لأنه يقام فيه على طلب جواهره. وقد روى أبو جعفر بن حبيب في «تاريخه المُحَبَّر» من حديث ابن عبَّاس ☻ قال: كان عدنان، ومعد، وربيعة، ومضر، وخزيمة، وأسد على ملة إبراهيم ◙ فلا تذكروهم إلَّا بخير.
          وروى الزُّبير بن بكَّار من وجه آخر مرفوعاً: «لا تسبُّوا مُضر ولا ربيعةَ، فإنهما كانا مسلمين» وله شاهد عند ابنِ حبيب من مرسل سعيد بن المسيب.
          تنبيه: قد اقتصرَ البخاري في ذكر النَّسب الشَّريف على ذلك ولم يذكره إلى آدم ◙؛ لأنَّ أهل النَّسب أجمعوا عليه إلى هنا وما وراء ذلك فيه اختلاف كثير جداً.
          واختلفوا فيما بين عدنان وإسماعيل ◙ من الآباء، فقيل: بينهما سبعة آباء، وقيل: تسعة، وقيل: خمسة عشر أباً، وقيل: أربعون. واختلفوا أيضاً فيمن بين إبراهيم وآدم ♂، وأخذوا ذلك من كتاب رخيا وهو يُؤرِّخ كاتب أرميا ◙، وكانا قد حملا معد بن عدنان إلى جزيرة العرب ليالي بخت نصر، فأثبت رخيا في كتبه نسبة عدنان فهو معروفٌ عند أهل الكتاب وعلمائهم مثبت في أسفارهم.
          والذي عليه أئمة هذا الشَّأن في نسب / عدنان قالوا: عدنان بن آدر بن مقوم بن ناخور بن تبرح بن يعرب بن يشحب بن نبت بن قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن بن تارح وهو آزر بن ناحور بن ساروخ بن راغو بن فالخ بن عيبر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح ◙ ابن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ، وهو إدريس ◙ بن برد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم ♂.


[1] كذا في الفتح والعمدة، وساقه العمدة في موضع آخر هكذا: سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن حرام بن خداش بن خندف بن عدي بن النجار.