نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: قدم النبي وليس في أصحابه أشمط غير أبي بكر

          3919- (حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) بن شرحبيل بن أيوب الدِّمشقي، مات سنة ثلاثين ومائتين، وهو من أفراده، قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ) بكسر الحاء المهملة وسكون الميم وفتح المثناة التحتية وبالراء، أبو عبد الحميد الحمصي، مات سنة مائتين، وهو من أفراده.
          قال: (حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ) بفتح العين المهملة وسكون الموحدة، واسمه: شمرُ بن يقظان_ضدُّ النائم_ابن المرتحل_ضدُّ المقيم_التابعي العقيلي الشَّامي، قد سمع من أنس، وحدَّث عنه هنا بواسطة، مات سنة ثنتين وخمسين ومائة، قاله الكرمانيُّ إن صحَّ.
          (أَنَّ عُقْبَةَ) بضم المهملة وسكون القاف وبالباء الموحدة (ابْنَ وَسَّاجٍ) بفتح الواو وتشديد السين المهملة وبالجيم البصري، سكن الشام / قتل سنة اثنتين وثمانين (حَدَّثَهُ عَنْ أَنَسٍ خَادِمِ النَّبِيِّ صلعم ) أنَّه (قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلعم المَدِيْنَةَ وَلَيْسَ فِي أَصْحَابِهِ أَشْمَطُ) من الشَّمط، وهو بياضُ شعر الرأس يخالطه سواد (غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ) ☺ (فَغَلَفَهَا) بالغين المعجمة وبالفاء؛ أي: غطَّاها وخضبَها، والضَّمير المنصوب يرجع إلى اللِّحية، وإن لم يمض ذكرها؛ لأنَّ القرينة الحاليَّة تدلُّ عليها.
          (بِالْحِنَّاءِ) بكسر الحاء وتشديد النون وبالمد، واحدته: حنَّاءة، وأصله الهمز. يقال: حَنَأ لحيته بالحنَّاء. وزعم السُّهيلي: أنَّه يجمع على حُنَّان؛ يعني: بضم الحاء وتشديد النون على غير القياس. قال: وهو عندي لغة لا جمع له. وقال ابنُ سيده في «المحكم»: الحِنان بكسر الحاء لغة في الحنَّاء عن ثعلب. ووقع في «معجم الطَّبراني»: أنَّ النَّبي صلعم سمَّاه طيْباً، وإليه ذهب أبو حنيفة وأصحابه، فلا يجوِّزونه للمُحرِم.
          (وَالْكَتَمِ) بفتح الكاف والمثناة الفوقية الخفيفة، وحكي تثقيلها، ورقٌ يُخضب به كالآس من نبات ينبت في أصعب الصُّخور، فيتدلَّى تدلِّياً خيطاناً لطافاً، وهو أخضرُ وأصفرُ، ومجتناهُ صعبٌ، وما أكثر من يعطب ممَّن يجتنيه، ولذلك هو قليلٌ.
          وقال الكرمانيُّ: هو الوسمة، وقيل: نبت يخلطُ بالوسمة يُختضبُ به، وقيل: هو حنَّاء قريش؛ يعني: الذي صبغه أصفر، وقيل: هو النيل، وقيل: هو غير الوسمة. وفي «التلويح»: الكَتَم: من شجر الجبال يُجفَّف ورقه ويخلط بالحناء، ويختضب به الشعر، فيقنئ لونه ويقوِّيه. وفي «ديوان الأدب»: هو بالتخفيف، وأمَّا أبو عبيد فشدَّده.
          ومطابقة الحديث للترجمة تُؤخذ من قوله: «قدم النَّبي صلعم المدينة»؛ لأنَّ معناه: قدم من مكة مهاجراً إلى المدينة.
          والحديث من أفراده.