إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث أبي هريرة: افتتحنا خيبر ولم نغنم ذهبًا ولا فضة

          4234- وبه قال: (حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ ”حَدَّثني“ بالإفراد (عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ) المسنَدِيُّ قال(1): (حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو) بفتح العين، ابنِ المهلَّب البغداديُّ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ) إبراهيمُ بن محمَّد الفزاريُّ (عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ) الإمام، أنَّه (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد (ثَوْرٌ) بفتح المثلثة وبعد الواو الساكنة راء، ابنُ زيدٍ الدِّيليُّ(2) المدنيُّ (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد (سَالِمٌ) أبو الغيث (مَوْلَى ابْنِ مُطِيعٍ) عبد الله، ولا يعرف اسم أبي سالم (أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ☺ يَقُولُ: افْتَتَحْنَا خَيْبَرَ) أي: افتتح المسلمون خيبر، وإلَّا فأبو هريرة لم يحضرْ فتح خيبر. نعم حضرها بعد الفتح (وَلَمْ) ولأبوي ذرٍّ والوقتِ ”فلم“ (نَغْنَمْ ذَهَبًا وَلَا فِضَّةً، إِنَّمَا غَنِمْنَا البَقَرَ وَالإِبِلَ وَالمَتَاعَ وَالحَوَائِطَ) أي: البساتينَ (ثُمَّ انْصَرَفْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلعم إِلَى وَادِي القُرَى) بضم القاف وفتح الراء مقصورًا(3)، موضعٌ بقرب المدينة (وَمَعَهُ) ╕ (عَبْدٌ لَهُ) أسود (يُقَالُ لَهُ: مِدْعَمٌ) بكسر الميم وسكون الدال وفتح العين المهملتين آخره ميم، وقيل: كَـِركَـِر♣ة _بفتح الكافين أو كسرهما(4)_ (أَهْدَاهُ لَهُ أَحَدُ بَنِي الضِّبَابِ) بكسر الضاد المعجمة وبباءين موحدتين بينهما ألف، وهو رفاعةُ بنُ زيد بنِ وهبٍ الجذاميُّ كما في مسلمٍ، ولمسلمٍ: «الضُّبَيب» مصغَّرًا، واختلف هل أعتقهُ صلعم أو ماتَ رقيقًا؟ (فَبَيْنَمَا) بالميم (هُوَ يَحُطُّ رَحْلَ رَسُولِ اللهِ صلعم إِذْ جَاءَهُ سَهْمٌ عَائِرٌ) بعين مهملة فألف فهمزة فراء بوزن فاعل، لا يُدرى من رَمى به، وقيل: هو الحائدُ عن قصدهِ (حَتَّى أَصَابَ ذَلِكَ العَبْدَ، فَقَالَ النَّاسُ: هَنِيئًا لَهُ الشَّهَادَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : بَلَى) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: ”بل“ بسكون اللَّام، وهي(5) الصَّواب، والأولى تصحيفٌ (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّتِي أَصَابَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنَ المَغَانِمِ لَمْ تُصِبْهَا المَقَاسِمُ لَتَشْتَعِلُ) بنفسها (عَلَيْهِ نَارًا) تعذيبًا له، أو أنَّها سببٌ لعذابه في النَّار (فَجَاءَ رَجُلٌ) لم يقفِ الحافظ ابن حجرٍ على اسمه (حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ مِنَ النَّبِيِّ صلعم بِشِرَاكٍ أَوْ بِشِرَاكَيْنِ) بكسر الشين المعجمة، سيرُ النَّعل على ظهرِ / القدمِ (فَقَالَ: هَذَا شَيْءٌ كُنْتُ أَصَبْتُهُ‼، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : شِرَاكٌ أَوْ شِرَاكَان مِنْ نَارٍ) والشَّكُّ من الرَّاوي.


[1] «قال»: ليست في (ص) و(م).
[2] في (م) زيادة: «بكسر المهملة بعدها تحتية».
[3] في (ص) و(د): «مقصور».
[4] وقع قوله: «وقيل: كركرة... أو كسرهما» في (م)، و(د): بعد لفظ «لا يُدرى رمى به» الآتي.
[5] في (د): «وهو».